تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تحتلّ المرأة مكاناً خطيراً في الحدث التوراتي، سلباً وإيجاباً، فهي موجودة في منعطفات الأحداث، بل إنها تشكل أرضية ومنطلقاً لها، فالنسيج الدرامي في الرواية التوراتية، في سياقها الملحمي التراجيدي يعتمد أساساً على المرأة-السبب. فمن خلالها تتفتح الأحداث وتتوزع الأدوار ويمتد أثرها بعيداً إلى زمان لاحق لزمن الحدث ذاته، وتكفي ...دلالة في هذا الجانب أن الرواية التوراتية تبدأ بحث نسائي نموذجي، وهو الدور الذي أسند إلى حواء بإغوائها آدم ليقدم على الممنوع، وهو تناول ثمر الشجرة المحرمة، وهو الأساس الذي انفتحت من خلاله كل الأحداث اللاحقة في النص التوراتي ترتيباً على ذلك الحدث الأساسي.
يستنجد الراوي التوراتي بالمرأة حين تستعصي عليه الحيلة لإخراج حدث ما على قدر من الخطورة، فيلجأ إليها ويزجها في السياق كمقدمة منطقية يتوخى منها الإقناع لأحداث تالية. ومع ذلك، فإن الرؤية التوراتية للمرأة أبعد ما تكون عن هذا التبسيط، فهي في الوقت الذي تفرد فيه للمرأة موقعاً متميزاً في نسيجها العام، إلا أنها، في ذات الوقت، تحددها بوصفها شخصية سلبية غير موثوقة الجانب من ناحية، ويأتيها دورها وتأثيرها في خارجها من ناحية ثانية.
وندرك مدى أهمية الوقوف على التصور التوراتي للمرأة عندما نضع في ذهننا، حقيقة، أن القسط الأكبر من أحكام القيمة لأي مجتمع، يقوم على العلاقة بين الرجل والمرأة وكيفية تنظيمها، وعلاقة المجتمع بالمرأة وأي دور يفرد لها. ومن هنا فإن القصص التي تتعلق بالمرأة أو عنها أو بها في النص التوراتي تتجاوز في حقيقتها الوصف الدرامي للحديث إلى تثبيت قيم وأسس السلوك ومعيار الأخلاق.
وفي هذا الكتاب الذي نقلب صفحاته يجمع "إسماعيل دبج" دراسة تحليلية للنص التوراتي وهدفه منها أن يقدم للقارئ أسهل صورة ممكنة للرؤية التوراتية التي تحكمها من ناحية وأن تشكل هذه الدراسة مادة خام لدراسات تحليلية لاحقة. أما تقسيمه للنص فجاء وفقاً لما يلي: في الفصل الأول: أورد الباحث قصص المرأة في التوراة، محاولاً حصر أهم الشخصيات النسائية التوراتية، وعرضها كما وردت في النص مع بعض التعليقات والتوضيحات، محاولاً بعد ذلك استقراء النص بما يحمل من دلالات ومعان. وفي الفصل الثاني: ثبت بعض الأحكام الشرعية التي تتعلق بالمرأة. فيما حصر الفصل الثالث باستشهادات في التوراة حول الموقف من المرأة الأجنبية، وختمه ببعض الأقوال في المرأة بشكل عام.نبذة المؤلف:تحتل المرأة مكاناً متميزاً في النص التوراتي، فهي موجودة في كل انعطافه تاريخية، كما تجدها وراء كل حدث هام.
بيد أن هذا لا يعني أن الموقف التوراتي من المرأة يتسم بالإيجابية، بل على العكس، فهي ليست أكثر من وسيلة ناجعة، ومضمونة، إن أحسن استخدامها، للوصول إلى الهدف ولا أكثر، فهي عديمة الكيانية بذاتها، ملحقة بالرجل، وإن تفوقت عليه بدهائها وخبثها وقدرتها على المكيدة. إقرأ المزيد