تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:كان الإمام مالك أول من صنف في الحديث ورتبه على الأبواب حيث وضعه على نحو عشرة آلاف حديث. فلم يزل ينظر فيه ويسقط منه حتى بقي ما هو بين أيدينا الآن. وقال الإمام مالك: "عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ". والموطأ ...بالإضافة إلى كونه كتاب حديث، فهو أيضاً كتاب سنة وفقه، فقد استنبط الإمام مالك من الأحاديث النبوية كثيراً من القضايا الفقهية، وخرّج الأحكام على مقتضاهما. وقد شرح الموطأ عدد كبير من الفقهاء والمؤلفين. وابن عبد البر هو واحد من الذين اهتموا بشرح الموطأ وذلك في كتابين الأول: "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" وهو كتاب لم يتقدم أحد إلى مثله، والكتاب الثاني: "الاستذكار"، وهو الكتاب الذي بين أيدينا، وهو أيضاً شرح للموطأ، غير أن ابن عبر البر اختصر الكتاب الأول "التمهيد" الذي رتبه على شيوخ الإمام مالك ورواة الحديث، وفيه الكثير من تراجمهم، بينما يهتم في "الاستذكار" بشرح الحديث من دون التعرض لترجمة الرجال إلا بشكل مختصر، ويورد في بابه من الآثار وأقوال الفقهاء من دون التعرض لترجمة الرجال إلا بشكل مختصر، ويورد في بابه من الآثار وأقوال فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار، ويذكر هذه الآثار من دون الأسانيد، ويحيل القارئ على التمهيد في ترجمة رجال الأسانيد أو في شرح الحديث. وقد كان للمسائل الفقهية حيزاً رئيسياً في الشرح، حيث أن ابن عبد البر أكثر من مناقشاتها واستدلالاته وتعريفاته، بعد أن يكون قد شرح كل ما ورد في الباب من أحاديث وآثار وأقوال وغيرهما، فزادت المسائل الفقهية وفروعها. وهذا مما يميز الاستذكار حيث تصبح وحدة الموضوع هي العمود الفقري للكتاب، لأنه يشرح أحاديث الباب مرة واحدة، إما بسردهما مجتمعة ثم بشرحها، أو بتفريقها وشرح كل حديث على حدة، ولكن في باب واحد وموضوع واحد. وقد جاء الكتاب محققاً حيث تمّ تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وشرح معظم الألفاظ والمعاني الغريبة. إقرأ المزيد