تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار آزال للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:وثيقة الطائف، إنجاز تاريخي لافت، وهو الاتفاق الأول من نوعه في العالم، الذي يحظى بتأييد عربي شامل وإجماع دولي لا نظير له.
والوثيقة "الاتفاق" كانت ثمرة جهود مضنية قادها مسؤولون عرباً رأوا في المرحلة الراهنة بداية تحول خطير، قد يؤدي بلبنان والمنطقة العربية إلى متاهات الضياع والتمزق، وأدركوا أن الأوان ...قد آن فعلاً، لوضع حد لما يجري من تهديم للبنية الوطنية اللبنانية وطمس للشخصية العربية في بلد تحول إلى ساحة للصراع بين العنصرية اليهودية والقومية العربية.
ولعل وثيقة الوفاق الوطني التي خرج بها النواب اللبنانيون من قصر المؤتمرات في الطائف، حددت ملامح المرحلة المقبلة، وأكدن جدية الانتقال من دوامة الحرب إلى آفاق السلام، واختيار الوفاق الوطني طريقاً إلى رحاب الحرية والعدالة والمساواة. لذلك لا يسعنا القول إلا أننا أمام إنجاز تاريخي عظيم، ساهم في صنعه قادة العالم، والمجتمع الدولي، حرصاً منهم على شعب خلاق، كانت له إياد بيضاء وما تزال عبر مغتربيه، في إعمار الكون ونهضة المجتمع في كل حدب وصوب.
المراقبون والسياسيون العرب والأجانب اعتبروا الاتفاق بأنه أمر لا يرضي الأطراف المتنازعة ولكن الفرصة الوحيدة المتاحة للخروج من دورة العنف، وهي التسوية الممكنة التي توافق عليها أطراف إقليمية ودولية، تتداخل مصالحهم وتتقاطع مع أطراف النزاع في الشرق الأوسط والأزمة اللبنانية، سيما وإن العالم يشهد في نهاية القرن العشرين تحولات مذهلة شرعت الأبواب أمام احتمالات قد تحدث متغيرات حادة في المعادلات والأنظمة الدولية.
فكيف انبثق اتفاق الطائف؟ وماذا ترافق معه من مواقف وأحداث ومعوقات، وهي ما تم تنفيذه من بنود الاتفاق حتى الآن، خطوات ثابتة في طريق الوفاق وصولاً إلى الحل المنشود.؟! إقرأ المزيد