تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار بشاريا للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:المقاومة اللبنانية عبر التاريخ هي مقاومة مستمرة، رافقت الشعب اللبناني منذ نشوئه على هذه الرقعة من الأرض التي كانت وما تزال محط أنظار الطامعين والغزاة فتعرضت لغزوات متتالية مما دفع باللبنانيين إلى التشبث بأرضهم والقلق على مصيرهم والتعلق بقوميتهم، وشاءت أن تكون الحدّ الفاصل بين ما يريده اللبنانيون لأنفسهم ...من قوة وعملقة ووحدة وإستقلال.
وما المقاومة اللبنانية التي قامت بها حفنة من الشباب المزمن بالحق والقيم العظيمة وعلى رأسها حراس الأرز إلا حلقة من حلقات هذه المقاومة عبر التاريخ، وما هؤلاء الشباب إلا أحفاد المقاومين اللبنانيين الذين حافظوا بفضل شجاعتهم وإيمانهم بقضيتهم المقدسة على كيان الأمة اللبنانية العظيمة وعلى رأسها حراس الأرز إلا حلقة من حلقات هذه المقاومة عبر التاريخ.
وما هؤلاء الشباب إلا أحفاد المقاومين اللبنانيين الذين حافظوا بفضل شجاعتهم وإيمانهم بقضيتهم المقدسة على كيان الأمة اللبنانية، وهذه بعض المحطات، على سبيل المثال، المهمة في تاريخ هذه المقاومة: 1-مقاومة صور في وجه الإسكندر المقدوني في العام 235 ق.م. حيث دام الحصار سبعة أشهر في الوقت الذي لم يجرؤ أي شعب من شعوب المنطقة الوقوف في وجهه، 2-حروب المعنيين ضد العثمانيين في عام 1950 إلى عام 1635 وأشهر رجالهم فخر الدين الثاني الذي انتصر على والي الشام وجيش العثمانيين في موقعة عنجر الشهيرة، 3-ثورة يوسف بك كرم ضد داود باشا أول حاكم أجنبي على لبنان في العام 1861.
وإن من يراجع أدب الحرب التي بدأت على لبنان عام 1975 ومن يتابع مواقف مختلف الفرقاء يتأكد أن الحزب الوحيد الذي حافظ بإستمرار على خطه السياسي هو حزب حراس الأرز في زمن كثرت فيه المغالطات السياسية والتناقضات، فالنفاق السياسي كان هو العنوان البارز لهذا الزمن بكل ما تتضمن الكلمة من معاني التكاذب والتمايل والمراوغة والمداورة، لكثر ما اعتمده السياسيون على إختلاف إنتماءاتهم ومذاهبهم، وما الغموض المخيل الذي رافق هذه الحقبة من تاريخ لبنان والتضليل الذي عم الرأي العام الداخلي والخارجي سوى نتيجة لهذا النفاق السياسي.
وفي خضم هذا السواد الحالك الذي خيم على البلاد طيلة سنوات الحرب كان سلوك حراس الأرز السياسي بمثابة النور الذي أضاء الطريق، وصحح المسار، وأعاد الأمور إلى نصابها، والفضل الأكيد في وضوح وثبات خطهم يعود إلى قيام هذا الحزب على أسس فكرية عقائدية لا تتغير؛ فالإلتزام بالمواقف القومية كما اعتادوا القيام هو نتيجة لتخليهم عن المقاييس الذاتية وتبنيهم، من خلال قسم وجداني، نهجاً سياسياً وتوجهات فكرية سيرت تصرفاتهم وأملت عليهم مواقفهم.
ضمن هذه الرؤية للكاتبة يأتي بحثها هذا الذي دار حول مواقف حراس الأرز السياسية وذلك بهدف بلورة صورة جلية لنهج الحزب العقائدي، في شقيه الفكري والعملي، والكشف عن رؤية هذا الحزب، أهدافه ومواقفه. إقرأ المزيد