تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من الآثار
(0)    
المرتبة: 90,588
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار نظير عبود
نبذة نيل وفرات:يهدف مؤلف هذا الكتاب الأب هنري لامنس اليسوعي إلى أن يجعل من أسماء الأماكن في لبنان أدلة تكشف عن جغرافية لبنان التاريخية في الزمن القديم. حيث يساعد ذلك على معرفة آثار الشعوب التي توالت على الأمكنة موضوع البحث، كما يمكننا ذلك من معرفة نظامات الشعوب وعباداتها وفوائدها. كما تمدنا ...بتصور عن حالة الأرض السالفة وفاطراً عليها من عوارض جغرافية كالمناجم والغابات والغدران. ولعل هذا العمل أليس بالأمر الهين، إذ يلزم توفر العديد من اللوائح والفهارس التي تبين هذه الأماكن وتحدد مواقعها.
وربما يسد هذا الكتاب الحاجة لدى الباحثين إلى هذه الفهارس واللوائح فهو يعرض أسماء الأماكن الجغرافية، كأسماء القرى والأملاك ويوضح حدود المقاطعات القديمة التي لم تذكر من قبل. ومما توصل إليه المؤلف من معرفته بأسماء الأمكنة والآثار تغلب اللغتين السريانية والعربية عليها. وقد استدل من التسميات العربية على حداثة عهد المساكن والمنازل على عكس التسميات الآرامية التي سبقت العربية بكثير في الدخول إلى لبنان وأخيراً يستنتج عجز اللغات غير السامية وقصورها عن التأثير في تسمية الأمكنة اللبنانية.
إن دراسة أسماء الأماكن تدعم ما ذهب إليه المؤلف في دراسات سابقة إلى أن لبنان بلد تأصلت فيه العبادات الوثنية ورسخت أصولها. فإن تسميات بعض الأماكن تدل على انتشار عبادة الآلهة الفينيقية تأنيت منها كفر تأنيث، وعقتنيت جنوبي شرقي صيداء. كما تدل بعض التسميات على وجود آلهة كان الآراميون يعبدونها ويدعونها شبحاً ومنها "كفرشيما" و"بيت شاما". إضافة غلى ذلك فإن تسمية الأماكن تشهد بكثرة الأشجار والنبات في لبنان قديماً. من ذلك الأماكن المسماة غابة أو غابات.
ويلفت المؤلف النظر إلى عدم ورود اسم الأرز في جملة النباتات الداخلة في الأعلام اللبنانية. ويعزو ذلك إلى أن الآهلين بادروا في أول أمرهم غلى قطع غابات الأرز واستثمروها لأغراض تجارية. لقد أراد الأب هنري لامنس اليسوعي لعمله هذا أن يجلو صفحات من تاريخ لبنان ويكشف النقاب عن ماضيه من معرفة تاريخ نشأة المساكن وهو أمر على قدر كبير من الأهمية. إقرأ المزيد