تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:لم يهتم شاعر غير عربي قبل "محمد إقبال" بأمجاد العرب والإسلام اهتمامه بهما، فهو الذي فتح الباب على مصراعيه في هذا المجال أمام الذين عاصروه ومن جاءوا بعده من الشعراء، تكلم عن مجد العروبة وأثر الإسلام في رقي الأمم، وتناول قضايا عربية بحتة مثل قضية فلسطين، وسجل أمجاد العرب ...في صقلية وقرطبة، ونعى على العرب تفرقهم، ووجه إليهم في دواوينه اكثر من خطاب. وهو في هذا الديوان يتابع مسيرته الموجهة نحو الاهتمام بأمجاد العرب، كاتباً ما اعتلج في صدره من عظات وحكم وأشعار كلها تدور حول فكرة أساسية هو الجهاد ضد طغيان العقل على الجانب الروحي والعاطفي، والثورة على الطغيان العقلاني الجارف الذي جاءت به المدينة الغربية وما معها من ويلات.
وهذه الفكرة الأساسية ذكرها الشاعر في مقطوعة صدر بها كتابه، أما فصول الكتاب الأخرى فجاءت محملة بالعديد من المقطوعات، فالفصل الأول (التمهيد) يحتوي على أربعة وثلاثين بيتاً، مقسمين على أربع مقطوعات، ذكر في أولاها حبه لمرشده الروحي والمفكر الإسلامي الكبير "جلال الدين الرومي"، مجدد التصوف وإمام الروحانية في عصره، ثم يلقي الضوء على المكانة العالية التي يحتلها الرومي في نظر الشاعر، ثم يقول على لسان الرومي إن الشرق بدأ الآن يستيقظ من سباته العميق، وهو الآن في حاجة حساسة إلى أن يتحرر من استعمار الغرب الفكري والثقافي.
أما المقطوعة الثانية: فيقول فيها الشاعر إن سر الآساد لا تفهمها الأبقار والشياه، فإياك أن تبوح بسرك إلى الآساد، وكذلك سر الحب والعشق لا يباح إلا إلى أهله، فإن نحيب العاشق لآذان الناس كصوت الآذان في ديار الفرنج. هذا غيض من فيض مما اعتلج في صدر العلامة محمد إقبال شاعر الإسلام وفيلسوفه في ديوانه "يا أمم الشرق ماذا تصنعين". إقرأ المزيد