مدخل إلى فهم الجذور من أنا؟ ولماذا، وإلى أين؟
(0)    
المرتبة: 5,993
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:فتحنا أعيننا ومن طفولتنا الأولى على حياة لا نعلم شيئاً عن مصدرها ومنتهاها وامتدت أبصارنا من حولنا إلى آفاق لا نعلم شيئاً عن جذورها الثابتة ولا عن فروعها المترامية المتطورة، ومهما سألت العلم فإنه لا يزيد على أن يضعنا أمام امتدادات زمانية ومكانية لا حصر لها. لقد عانت الحياة ...الإنسانية منذ أحقاب بعيدة تجربة البحث عن أجوبة مقنعة عن هذه الأسئلة، من أنا؟ ولماذا خلقت؟ وإلى أين أتجه؟ على شتى مستوياتها الفكرية والعلمية، بدءاً من الفلاسفة الأخذاذ ونهاية عند ذوي البصيرة الثاقبة من عامة الناس، فلم يصلوا إلى أي إجابة شافية، ولا عثروا على أي يقين علمي مطمئن.
وقد كان لا بدّ أن تنتهي هذه المعاناة بالإنسان، من جراء ذلك إلى جدار من اليأس، وأن تزجه في واقع طبيعي من القلق. وإذا علم الإنسان أن هذه هي الحقيقة التي لا نعرفها ولا مردّ لها، فإن من السهل عليه عندئذ أن يجتر يأسه ويسكن إلى قلقه، بل يستأنس به. وما عليه في هذه الحالة إلا أن يتسلى برغائبه النفسية وحاجاته العضوبة عن تطلعاته الفكرية وتساؤلاته الغبينية ولكن هذا الانصراف لن يستمر إلا إلى حين ويعود بعدها القلق من جديد، وقد أضيف إليه الحلل والتبرم بالقديم المتكرر الذي سئمته النفس، وأصبح مستعصياً على أن تطوير أو تجديد. وسيغضي به ذلك إلى حملة من الأمراض النفسية التي لا يمكن الخلاص منها إلا بالإجابة عن الأسئلة التي كان إغفال البحث عن إجاباتها مصدر ما يعتري الإنسان من قلق وصراع نفسي في هذا الزمن.
ضمن هذه المقاربة يأتي البحث في هذا الكتاب والذي يحاول الدكتور البوطي من خلال محاولة الإجابة عن تساؤلات الإنسان: من أنا؟ وما الغاية من وجودي؟ وإلى أين مصيري؟!! وذلك على ضوء طروحات فكرية مضاءة بمفاهيم إسلامية حقيقة مفادها بأنه لا طمأنينة للإنسان في هذا الكون بدون إيمان يضيء له مسيرة دربه في هذه الحياة فيتوصل من خلال إيمانه إلى معرفة قصة الإنسان والكون والحياة. إقرأ المزيد