تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:يعتبر (كتاب تاريخ مدينة صنعاء) الكتاب الوحيد المعروف عن تاريخ هذه المدينة منذ الأسطورة في التأسيس إلى زمن المؤلف-القرن الخامس-والكتاب-كما سيطالع القارئ-يشبه كتب البلدان المماثلة التي ألفت في تواريخ البلدان كتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ دمشق لابن عساكر وغيرهما، إلا أنه أكثر إيجازاً وأقل استيفاء في تراجم الرجال، فقد ذكر ...أخبار من قدمها من أصحاب الرسول الكريم ومن الولاة، والمشهورين من رجال العلم والحديث" إلى بعض الاستطرادات في مواضيع تتشابه فيها كتب التاريخ الإسلامية، كتفسير بعض آيات من القرآن-فيما يتعلق بصنعاء واليمن-وقضايا الفتوحات العربية، وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبار الصحابة والتابعين.
أما ذكره لبعض الحوادث السياسية فقد يأتي بشكل عارض غير مقصود بذاته، ولعل أعراضه عن ذلك يعود إلى شخص المؤلف الذي لم يكن له أي اهتمام إلا بعلم ورجاله، ثم بمن له الفضل في هذا الميدان من قومه، وليس له شأن في الحديث عن الأمراء والحكام، فهمّه الانقطاع إلى البحث والدرس والتأليف. وهكذا نجد الكتاب في مجمله كما لو كان صورة تعكس الرواية اليمنية للحديث والتفسير المنقول عن الصحابة والتابعين ذوي الأصول اليمنية أو المتيمنة بشكل أساسي. والكتاب قبل ذلك تغنّ بصنعاء (مدينة سام بن نوح) وأعراقتها، وعظمتها، ومجدها الغابر، وهي كما ينقل المؤلف عن الهمداني "إحدى جنان الأرض عند كافة الناس"، بل هي في نظر المؤلف أكثر من ذلك: فمن قال إن بقعة أطيب من صنعاء فلا تصدقه! بل يذهب إلى أن الأساطير ليست وحدها هي التي دللت على ذلك، إنما مجدها وعظمتها مستمران عبر التاريخ.
أما ما ينقله المؤلف من أخبار حوادث تاريخية فلا يخرج في سرده لها عن الروايات التقليدية المعروفة كخبر الأسود العنسي، وخبر دخول علي بن الفضل القرمطي صنعاء سنة 393هـ وتصويره بالمارق المبيح للمحروقات. أما ما انفرد به المؤلف فهو جمعه للكثير من التراجم اليمنية التي لم تعرف عند غيره، كما انفرد ببعض أخبار الأخرى كولاية المغيرة بن شعبة لصنعاء. والكتاب بعد ذلك مليء بالروايات والأحاديث التي ينقل كثيراً منها يمنيون من أصل فارسي هم (الأبناء) الذين خصّ المؤلف بعضهم بأهم التراجم وأطولها، ولعل هذا مما يؤكد أن أسهرة المؤلف قدمت إلى اليمن في وقت متأخر، وأن إحساسه العنصري كان لا يزال قوياً مما جعله يعطف على بني جنسه الأوائل.
أما منهج المؤلف في كتابه فقد رسمه في مقدمته للكتاب بتحديده المواضيع التي سيناولها وقد اعتمد أسلوب المحدثين ومناهجهم طريقاً في نقل الخبر والرواية أو الحديث. وهو أسلوب له قواعده وأصوله التي تميز بها التراث الإسلامي واستخدمها المؤرخون العرب الأوائل. والمؤلف يضيف مشاهداته ومعلوماته الخاصة فيؤكد خبراً أو ينفي آخر. ولأهمية الكتاب عني المحقق بتذيل طبعة الكتاب هذه وهي الثالثة بنص "كتاب الاختصاص" للعرشاني هذا بالإضافة إلى اهتمامه بتحقيق نص الكتابين- تاريخ مدينة صنعاء، كتاب الاختصاص-أما عمله في التحقيق فيتحلى بـ:أولاً: مقابلة نسخ المخطوط المتعددة ومعارضتها مع كتب الأصول المختلفة. ثانياً: ضبط النص وتقويم ما غمض أو سد ما وقع من نقص في نص الكتاب، ثالثاً: إلحاق كتاب "تاريخ مدينة صنعاء بكاشفين، أحدهما لتراجم الرجال وثانيهما للتعريف بالأماكن الواردة فيه. وإلحاق كتاب الاختصاص مجموعة من الفهارس العامة التي تهتم بالكشف عن الآيات القرآنية الكريمة، الأحاديث الشريفة، الشعر، الأشخاص، الأقوام، والجماعات، الأماكن. إقرأ المزيد