الفكر التربوي عند ابن سحنون والقابسي
(0)    
المرتبة: 46,661
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: الشركة العالمية للكتاب
نبذة نيل وفرات:الفكر الفقهي هو أحد قطاعات الفكر العربي الإسلامي، وهو كالفكر الفلسفي، والصوفي والأدبي، والعلمي، فقد عالج هذا القطاع قضايا إنسانية واجتماعية، من زاوية شرعية ودينية إلى جانب قضايا سياسية واقتصادية وتربوية. وعلى الرغم من تجانس هذا الفكر، ووحدة موضوعه؛ إلا أنه يشتمل في الداخل على عدة قطاعات متمايزة ومتباينة ...في نظرتها للموضوع الواحد، إذاً للفكر الفقهي ميزاته وخصائصه، معطياته ومكوناته، منطلقاته واهتماماته.
ولما كانت التربية (الإنسان) إحدى اهتمامات هذا الفكر؛ الفلسفي منه والفقهي والأدبي، فقد رأى الباحث أنه من الإنصاف تناول هذا الموضوع (التربية) الهام في هذه الدراسة من خلال كل قطاع من قطاعات الفكر الإسلامي على حدة، وعلى انفراد وذلك من خلال نموذجين لتكون الدراسة أكثر جديّة وأعم فائدة، وأقرب إلى الموضوعية. تلك هي منهجية الباحث في دراسته للفكر التربوي العربي الإسلامي، منطلقاً من قناعاي عدّة على رأسها أن المجتمع العري الإسلامي، هو اليوم أحوج، من أي وقت مضى، إلى رؤية أو نظرية (فلسفة) تربوية تحفظ له استمراريته، ليساهم في بناء الحضارة الإنسانية. لأن التربية وبالتربية وحدها تقوم المجتمعات وتبنى الحضارات.
ستنصب الدراسة على الفكر التربوي عدد الفقيهين ابن سحنون (256هـ/ 869م) والقابسي (324هـ - 403هـ/935م - 1012م) لقد عاش هذان الفقيهان المالكيان في القرنين الثالث والرابع للهجرة، التاسع والعاشر للميلاد، نشأ ومارسا نشاطهما الفكري الفقهي في المغرب العربي، وبالتحديد في مدينة القيروان. يحاول الباحث إلقاء الضوء على باكورة الفكر التربوي عنه هذين الفقيهين اللذين كان من أوائل الفقهاء من أهل الحديث، ففكرهما التربوي كان الدين وتعاليمه منطلقاً له وغرضاً في آن، وكان أداته وسيلته ذلك المنهج التربوي والتعليمي المتميز والذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بذلك الفكر، ارتباط الوسيلة بالغرض.
الدين وتعاليمه يقتضيان نشره وحفظه عبر الأجيال، وهذا يقتضي بدوره تربية الناشئ على الدين الحنيف، لينشئوا ويشبوا على تعليمه. إقرأ المزيد