الناشر: الشركة العالمية للكتاب
نبذة نيل وفرات:إذا كانت ألف ليلة وليلة تحفة السامرين في ليالي الشتاء والصيف ردحاً من الزمن، حيث يقضون أوقاتهم في قراءة قصة أو سماع حكاية يشدهم إليها الواقع تارة والخيال أخرى، وحبك القصة ثالثة، والشعر السلس الناعم رابعة، فإن هذه الحكايات لم تقف عند هذا الحد، ولا ضمن هذه الفترة القصيرة، ...فما إن وصلت إلى أوربا حتى أخذ المعنيون بفن القصة والحكاية يدرسونها ويتعرفون على ما في طياتها من فن وجمال، فنالت في أوربا ما نالته في بلاد الشرق وأكثر، وشغلت العلماء والباحثين، وأوحت إلى الفنانين، فاتخذوا من مادتها خيطاً ينسجون منه أعمالهم الروائية المسرحية، وأمدتهم بشكل خاص بخيال ساعدهم أي مساعدة على حبك قصصهم ورواياتهم.
وكثر الكلام حول ألف ليلة وليلة، وتشعبت الآراء هل هذا الكتاب هندي أو فارسي أو عربي.. وما قيمة هذا الكتاب؟
أما بالنسبة لأصله فأغلب الظن أنه ذو أصل هندي، غير أ، هذا الأصل انتقل إلى بلاد العرب فكانت إضافات تمثل الحياة العربية والبيئة العربية في عصر يكاد يكون العصر العباسي وما بعد؟، حتى ليمكن القول بأنها أقرب الآثار الفنية إلى أن تكون وثيقة لهذه البيئة العباسية بما تحمله من ثقافة واجتماع.
وما من شك أن ألف ليلة وليلة تحوي في مادتها خيطاً دائباً يتصل حول مكانة الإنسان من الحياة، وبالتالي يتصل بمصيره، فالغلاف الخيالي لهذه الحكايات، وإن كان ممتعاً غنياً، غير أنه لم يكن باستطاعته وحده أن يكتب لهذه الحكايات الخلود، وهذا الانتشار الواسع الذي بلغ درجة العالمية على مدى عصور، ولكن الذي استطاع أن يكتب لها البقاء والاستمرارية هو هذه المادة التي تهم عقل الإنسان الباطن وفكره المتيقظ، إضافة إلى عوامل فنية رائعة ساعدت هذه الحكايات على البقاء، ولعل منها الاستطراد الذي ساعد في كثير من الأحيان إلى تركيب القصة وتعقيدها، ومن ثم في نهاية المطاف إلى حلّ تلك العقد. إقرأ المزيد