تفسير غريب القرآن [شاموا]
(0)    
المرتبة: 6,115
تاريخ النشر: 04/01/2019
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:هذا هو الكتاب الثاني من مكتبة ابن قتيبة، وهو في حقيقة أمره تتمة لكتاب "تأويل مشكل القرآن"، لأن اللفظ الغريب من غامض المشكل الذي أراغ ابن قتيبة إلى توضيحه وتبيين دقيقه. وإنما أفرد الغريب بكتاب، لئلا يطول كتاب المشكل، وهو يحرص على أن تكون كتبه وجيزة خفيفة على قرائها: ...لتنشط إليها نفوسهم، وتقبل عليها قلوبهم، وينعموا بجناها نعيماً خالصاً من كدر السآمة التي يجلبها التطويل والإكثار. وذلك هو الذي حدا به إلى تنظيم كتبه وترتيبها، وتنقيتها من الاستطراد الذي تموج به مؤلفات الجاحظ.
وقد أنبأنا ابن قتيبة في صدر كتابه هذا أن غرضه الذي امتثله فيه: أن يختصر ويكمل، ويوضح ويجمل، وأن لا يستشهد على اللفظ المبتذل، ولا يكثر الدلالة على الحرف المستعمل، وأن لا يحشو كتابه بالنحو وبالحديث والأسانيد. لأنه لو فعل ذلك لأورد ألفاظ السابقين بأعيانها، وكان كتابه كسائر الكتب التي ألفها قبله نقلة الحديث. ولو نقل أقوالهم واختار منها أصحها في نظره، وأقام الدلائل عليه، وأخبر عن العلة فيه: لأسهب في القول، وأطال الكتاب، وقطع منه طمع المتحفظ، وباعده من بغية المتأدب. وتلك التي تستك منها مسامعه.
ثم يخبرنا بأن كتابه مستنبط من كتب المفسرين، وأصحاب اللغة العالمين، وأنه لم يخرج فيه عن مذاهبهم ومعانيهم، ولم يتكلف في شيء منه إلا الإفصاح عن ألفاظهم بلفظه، واختياره في تأويل الحرف أولى الأقوال في لغة العرب، وأشبهها بقصة الآية التي يفسرها.
ثم يقول: إنه نبذ منكر التأويل، ومنحول التفسير، الذي لا يدري: أوقع الغلط فيه من جهة المفسرين؟ أم جهة النقلة؟ ثم عقد باباً عنوانه: "اشتقاق أسماء الله وصفاته وإظهار معانيها" فسر فيه ستة وعشرين حرفاً من الحروف المعبرة عن ذلك. ثم أعقبه باب تأويل حروف كثرت في الكتاب، لم ير بعض السور أولى بإيرادها من بعض، وقد فسر منها أربعين حرفاً. ثم قفاه بتفسير غريب سورة الحمد والبقرة فسائر سور القرآن على ترتيب المصحف المعروف. وهذا اللون -من ألوان ترتيب كتب الغريب- أقرب منالاً من الكتب المؤلفة على حسب حروف المعجم، لأن الطالب لمعرفة غريب آية أو آيات أو سورة يجد طلبته مجموعة أمامه، ولا يتبدد ذهنه في الكشف عن معاني الكلمات في موادها المختلفة.
وقد سبق ابن قتيبة إلى التأليف في تأويل غريب القرآن، أئمة كثيرون، نذكر منهم: آبان بن تغلب، المتوفي سنة إحدى وأربعين ومائة. فقد صنف في غريب القرآن كتاباً عني فيه بذكر الشواهد من الشعر على معنى الكلمة التي يذكرها. محمد بن السائب الكلبي الكوفي، المتوفي سنة ست وأربعين ومائة.
ومما هو جدير بالذكر أن اسم كتاب الأخفش والكسائي والفراء هو "معاني القرآن"، واسم كتاب أبي عبيدة وقطرب هو: "مجاز القرآن". وهذه الأسماء الثلاثة: "غريب القرآن"، و"معاني القرآن" و"مجاز القرآن" مترادفة أو كالمترادفة في عرف المتقدمين.
وقد اعتمد ابن قتيبة على كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة، ومعاني القرآن للفراء، أكبر اعتماد، وانتفع بهما انتفاعاً عظيماً، حتى إنه في بعض المواطن كان ينقل لفظهما بنصه وفصه. ولم يكن ابن قتيبة مجرد ناقل لكلامهما أو لكلام غيرهما، بل إنه أخذ من الجميع أخذ العالم البصير الذي يعرف ما يأخذ وما يذر، وتظهر شخصيته في كتابه قوية واضحة المعالم بينة القسمات، وكثيراً ما نقد رأي أبي عبيدة والفراء نقداً جريئاً لاذعاً حيناً، وهادئاً أحياناً.
ولقد كان كتاب ابن قتيبة هذا مصدراً هاماً لكثير ممن جاءوا بعده: سواء منهم من ألف في تفسير القرآن عامة، أو تفسير غريبه خاصة، كالقرطبي والفخر الرازي وأبي حيان الأندلسي.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى السيد أحمد صقر بتحقيقه حيث حرص شرحه للكتاب على تخريج أبياته وربط موضوعاته بأماكنها من كتب اللغة والأدب والتفسير، ونقل من الآراء ما دعت إليه ضرورة البحث، وأومأ إلى ما لم ينقل. وكان قصده في ذلك إما تعضيد رأي، أو توهين قول، أو تفصيل مجمل، أو توضيح مبهم، أو الإشارة إلى مصدر فكرة، أو اتفاق خاطر، ليكون الدارس للكتاب على بينة مما ذكره ابن قتيبة، محيطاً بفقه المسائل التي عرض لها، جامعاً لأطراف الآراء ووجوه المذاهب فيها.نبذة الناشر:تفسير للقرآن الكريم عمد مؤلفه أبن قتيبه الدينوري إلى تفسير الأيات المشكلة والألفاظ الغريبة التي كان هناك خلاف بين العلماء في تأويلها فساهم في ايضاح كثير من الأمور التي تشكل على العلماء وعامة الناس. إقرأ المزيد