أطواق الذهب في المواعظ والخطب
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:اسم العالم الأديب الذي نلتقي به عبر صفحات هذا الكتاب: أبو القاسم الزمخشري، كان إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب، كثير الفضل، متقناً مجدياً في علوم شتى، معتزلي المذهب، متجاهراً بذلك. ولد جار الله الزمخشري في بلدة زمخشر من أعمال خوارزم، يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة ...476هـ. كان ذكياً شغوفاً بالثقافة والعلم والأدب، معتزلياً كلفاً بحرية الرأي، ميالاً إلى عمق الفكر وتقليب وجهات النظر، وإلى المناقشة والحوار البناء. كما كان طموحاً قنوعاً، متديناً بصيراً بعظمة الإسلام، محباً للعروبة والإسلام، وللغة العربية الأم، وقف ضد تيار الشعوبية يصده ما استطاع، قاسياً على مخالفيه، مسفهاً للصوفية وآرائهم كلما خرجوا عن إطار الشرع والشرعية تفرغ الزمخشري للعلم والمعرفة والقراءة والكتابة والتأليف وشغف بالدرس والبحث واستعاض بكتبه من مؤلفاته عن الجاه والمنصب، وهذا ما جعله يقدم لتراثنا العربي أكثر من (47) مؤلفاً في علوم الدين والرجال، واللغة والنحو، والعروض، والأدب والمنطق. والكتاب بين أيدينا هو واحد من مصنفاته العديدة، وفيه يلحظ القارئ مظاهر التحول الذي طرأ على حياة "جار الله الزمخشري" فلونها بلون الزهد، والمتأمل للكتاب (الأطواق)، يجد أن الزمخشري ليس مجرد واعظ أو مرشد أو موجه ديني، بل يجده دون أي مبالغة مصلحاً اجتماعياً، ينقد الأوضاع القائمة على أيامه دون خوف أو وجل، يعلن رأيه بصراحة ووضوح في جميع الأمور، ينقدها ويحللها ويحاول أن يضع الحلول المناسبة لها من وجهة نظره الخاصة: إنه يعلن الثورة على السلاطين الظلمة، يعلن الثورة على النفس الأمارة بالسوء، يحمل على الفلسفة والتنجيم، يغمز الزعماء والطغاة، يدعو على عبيد السلاطين الظلمة، يثور على النقلة المقلدين ويهاجمهم بعنف، يلوم الشحاذين والمستجدين، يطعن عبدة المال من العلماء الذين يطلبون بالدين الدنيا، ينقد المرائين في العبادة يتجه بالنصيحة إلى الملوك العبيد الذين عليهم أن يتذكروا الملك القهار... ولأهمية المقالات المئة التي يضمها هذا الكتاب عني "جار الله الزمخشري" بتحقيق نص مادته، وبالرجوع إلى عمله نجد أنه يتجلى أولاً: قام بقراءة مقالات (أطواق الذهب) قراءة واعية متأنية، وطابقها على كل ما توفر لديه من نسخ الأطواق، وحاول الخروج بأحسن صورة للمقالات من ناحية الصحة اللغوية والأسلوبية، ثانياً: قام بضبط جميع المقالات بالشكل الدقيق كي سهل على القارئ مطالعتها وفهمها فهماً سليماً. ثالثاً: شرح جميع الكلمات التي قد يصعب على القارئ فهمها. رابعاً: شرح بعض ما ورد في المقالات من نكات نحوية ولغوية. خامساً: خرج جميع ما تضمنته المقالات من آيات قرآنية شريفة، أو أحاديث نبوية مطهرة، سادساً: ربط شرح المقالات بالقضايا الاجتماعية والأخلاقية والتربوية والأدبية والفكرية التي قد تترتب على قراءة هذه المقالات محاولاً البعد عن التطويل أو الاستطراد الممل أو الاختصار المخل. سابعاً: وضع عنواناً لكل مقالة يدل على محتواها أو مضمونها وذلك ليسهل على القارئ العودة إليها في مكانها من الكتاب. ثامناً: دعم شرحه بالآتي: بآيات القرآن الكريم، بالأحاديفث النبوية الشريفة بالأشعار القديمة والحديثة، بالمأثور من النثر قديمة وحديثة. إقرأ المزيد