المزهر في علوم اللغة وأنواعها
(0)    
المرتبة: 10,905
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:إن المتحدث عن كتاب "المزهر" في علوم اللغة وأنواعها للإمام العلامة جلال الدين السيوطي حديث ذو شجون ومسالك، لا يمكن للباحث، أو القارئ إلا أن يقف عندها وقفة المتأمل المتأني، الناظر بعين البحث والتدقيق في كل خطوة يمكن أن يخطوها في عمله. فالسيوطي رحمة الله بحر علم زاخر بشتى ...أنواع العلوم والمعارف، على اختلاف الآراء في علمه وكتبه ورسائله وفتاويه وإذا أردنا أن نتحدث عن "المزهر" بشكل خاص، وهو من أهم أعمال السيوطي في علوم اللغة؛ فإننا نستطيع التحدث عن قيمته الفكرية والعلمية والتاريخية؛ فقد حوى الكتاب مفردات وعلوماً متنوعة ومختلفة يجمعها إطار كبير هو: اللغة.
و"المزهر" سٍٍِِِِِِِِفر عظيم ضم في أوراقه تنويعات في اللغة وعلومها، وغزارة في المعلومات والأقوال والطرائف... والأخبار والنوادر اللغوية، بالإضافة إلى المنهج العلمي في تناول الفكرة الأساسية، وعرضها بأسلوب مبسط بعيد عن تعقيد اللفظ وجفاء المعنى، ثم يدعم هذه الفكرة بما شاء له حفظه الواسع ومراجعه من الشواهد والنوادر والمعلومات التي ترفد الفكرة الأساس بأفكار جديدة وخصبة مثيرة للتأمل والتفكير، وهو في أسلوبه هذا لا يبعد شبح الجفاف، وشبح الدخول في التنظير لعلومه فقط، بل يجعل القارئ يدخل في مرحلة الاستمتاع والفائدة معاً، فربطه للقاعدة النظرية مع تطبيقاتها المتعددة أضفى على "المزهر" صفة من اسمه. ولجلال الدين السيوطي في مؤلفاته منهج علمي ثابت، فهو يحدد الموضوع، أو ما يريد بحثه من المسائل والغاية من وراء ذلك، ويجمع المادة اللازمة لذلك، فيذكرها بشكل دقيق واضح بعيد عن الاستطراد، متأثراً بطريقة علماء الحديث بالجمع والنقل والإسناد، فتأتي موضوعاته مرتبة حافلة بأقوال أهل العلم في كل مسألة، مع ذكر قائلها والمصدر الذي استقاها منه.
وبالعودة إلى مضمون كتاب "المزهر" نجد أنه قد حفل بشواهد نثرية وشعرية كثيرة جداً ومن مختلف المواضيع والعصور الأدبية، وقد اعتمد السيوطي في مزهره على عدد كبير من المصادر لكنه ركز على عدة منها مثل الخصائص لابن جني، وأمالي القالي... وغيرهم من الكتب، حتى وصلت نقولاته في غير موضع من المزهر إلى عشرين من الكتاب المصدر، إلا أن هذا التضمين يدلّ على عمق ثقافة السيوطي، وقدرته على جمع مادة كتابه أو العلم الذي يبحث فيه، واستحضار هذه المواد في فكره، ثم إيداعها كتابه، أو الفصل المخصص لها، وهذا التفكير الشمولي الموسوعي أعطى لكتب السيوطي أهمية بالغة من حيث غناها واتساعها وحفظها لكثير من المعلومات التي ضاعت أصولها، ولم يبقى منها إلا اختيارات السيوطي.
ولأهمية هذا الكتاب؛ وللمكانة العلمية التي يحتلها مصنفه عنى فؤاد علي منصور بتحقيقه؛ وهدفه إخراجه بحلة جديدة وبتنظيم جديد، أما عمله فتجلى بـ: أولاً: ضبط الكلمات الغربية التي أوردها السيوطي في متن الكتاب. ثانياً: خّرج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. ثالثاً: شرح غريب اللغة الوارد في ثنايا الكتاب. رابعاً: عني بتخريج مقالات العلماء من كتبهم، أوفى مظانها، والنص عليها إن أغفله المؤلف. خامساً: ضبط ووزن الأبيات؛ وشرحت الأمثال المتناثرة وخرجها على كتب الأمثال. سادساً: وضع قسماً خاصاً للتراجم، ترجم فيه لكل الأعلام الذين ذكرهم المصنف من متن المزهر. سابعاً: وضع فهارس للآيات وللأحاديث والأمثال وللشعر وللأعلام. إقرأ المزيد