تجديد التاريخ في تعليله وتدوينه
(0)    
المرتبة: 74,046
تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: دار الباحث للطباعة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الواقعة (الحادثة التاريخية) الواحدة يمكن، في كثير من الأحوال، أن تكتب عدداً من المرات على أوجه مختلفة، يدوّن المؤرخ عادة كل واقعة على وجه يستند فيه إلى ما يعرف من التفاصيل المتصلة بتلك الواقعة وإلى ما يدرك من أسباب حدوثها، فإذا اتفق أن عرف ذلك المؤرخ، فيما بعد، ...عدداً جديداً من التفاصيل، أو أدرك عدداً جديداً من الأسباب، وجب عليه حينئذ أن يعيد كتابه هذه الواقعة من جديد حتى يُدخل تلك التفاصيل الجديدة وتلك الأسباب التي أدركها استئنافاً في الإطار التاريخي الذي يجعل هذه الواقعة نفسها أوضح في السرد وألصق بالمنطق وأقرب إلى الواقع: إلى الذي جرى في التاريخ.
وإلى هذا؛ فإن المسوغات لتجديد التاريخ كثيرة، أولها أن الوقائع تتوالى بتوالي الأيام، فكل يوم جديد يأتي بوقائع جديدة، يجب أن تدوّن وتضاف إلى سلسلة التاريخ التي لا تنتهي، ثم إن عدداً من الوقائع تنكشف لها مع الأيام تفاصيل جديدة، وتختلف الأحوال بإختلاف الأزمان، فيحتاج المؤرخ إلى عرض الوقائع القديمة عرضاً جديداً لفهم تلك الأحوال فهماً أدقّ وأصح وأحسن.
وتجديد التاريخ مرتبط بالعدالة (بالعلم والأمانة والخلق)، إذ ليس تجديد التاريخ إلغاءً لما سبق من الوقائع التي يخالف بعض الناس فيها بعضاً من الرأي السياسي أو الديني أو الإجتماعي أو الشخصي.
هذا ومع أن المسلمين اليوم محتاجون اليوم، بعدما نزل بهم من الكوارث بعد الحروب الصليبية - إلى تجديد تاريخهم بالتعليل والتدوين في جوانب كثيرة من حياتهم الماضية؛ فإن حاجتهم الملحة إنما هي إعادة كتابة فصولٍ من تاريخهم الحديث، وما سبقه قليلاً: منذ بدء حركة الإستعمار والإعتداء على إستقلال البلاد الإسلامية في آسيا وأفريقية.
ومسوّغ هذا التجديد هنا سببان: أولهما أن المستعمر كتب لنا تاريخاً مصنوعاً يبرز فضل إستعماره بلادنا، فجاء تفر كثيرون منّا فاعتمدوا هذا التاريخ المصنوع - عفواً وغفلة، أو قصداً وإستنامة - فأصبح هذا التاريخ يمثل جانباً من ماضينا الضعيف المخزي، ثم لا يدل على وعينا الحاضر ولا يوافق أملنا في الوثوب إلى مستقبل أليق بنا.
وأما ثاني السببين فهو جاجتنا إلى أن تعرف تلك العوامل التي جعلت منا في الماضي القريب شعوباً تخضع للإستعمار والإستعباد ثم تصبر عليه هذه المدة الطويلة.
من هنا، يمكن الوقوف على أهمية هذا الكتاب الذي سعى من خلاله المؤلف إلى إعادة صياغة الأحداث التاريخية ضمن سياق راعى فيه أسساً وضعها نصب عينيه لتكون معيناً له للنظر في الحدث التاريخي وسياقاته زمنياً، سياسياً، إجتماعياً... وذلك دون إغفال الأمانة والموضوعية من النتائج التي كان لها دورها في تدوين ذلك الحدث التاريخي ضمن سباق جديد يتمتع بالمصداقية إلى أبعد الحدود.
وقد جاءت المحطات التاريخية ومواضيعها ضمن محاور نذكرها على التوالي: الإسكندر المقدوني والتعليل البطولي (التاريخ بين القصة والخرافة) خلفاء والإسكندر، طريق الشورى وطريق الإستبداد عند الأغريق (الروم) الوثنيين وعند العرب المسلمين، الإمبراطورية الرومانية وأثرها في اللغات الرومانسية، السنة والشيعة، خرافة العباسة أخت الرشيد، نكبة البرامكة وأسبابها، الإصلاح الديني في أوروبا، العرب والعثمانيون والدولة الأوروبية، نابليون الأول، التربية والدين في العصر الحديث، عبد الحميد وفلسطين، شريف مكة بن علي - الثورة العربية وفلسطين. إقرأ المزيد