تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:هذه طائفة من الآراء والأحاديث والمحاضرات كتبت أو ألقيت أو نشرت.. في أوقات مختلفة.. في بغداد، أو بيروت، أو دمشق أو القاهرة. ولقد رغبت إلي "دار العلم للملايين أن أجمعها وأنشرها بين دفتي كتاب، فلم أر بدأً من الموافقة على ما أرادت.
وتحوم هذه الآراء والأحاديث حول بعض الصفحات من ...الماضي القريب.. ذلك الماضي الذي تباعد عنا بعض البعد، دون أن يمضي إلى حدود التاريخ البحت.. ذلك الماضي الذي يكاد يكون حياً إلى الآن... لأن الذكريات التي تركها لا تزال حادة حية، ولأن عدداً كبيراً ممن شهدوا وقائعه -بل وعدداً غير قليل ممن تأثروا بتلك الوقائع وأثروا فيها- لا يزالون أحياء.
إن هذه الآراء والأحاديث، تحوم حول بعض الصفحات من ذلك الماضي القريب... وقد يسأل سائل: أهي سياسية أم تاريخية، اجتماعية أم فلسفية..؟ وأما المؤلف يرى داعياً لنعتها بأحد هذه النعوت، على وجه التخصيص.
ويردف قائلاً أفلم يقل أحد المفكرين -منذ عقود من السنين- "إن التاريخ هو السياسة في الماضي؟ والسياسة هي التاريخ في الحاضر" أفلم تكن جميع القضايا التي تعالجها السياسة ويسجلها التاريخ، من مظاهر "الحياة الاجتماعية"، بمعناها الشامل العام؟ أو لم تتلخص مهمة "الفلسفة" في "اقتطاف أينع أزهار الفكر وأنضج أثمار العلم، بغية مزجها واستقطارها، لتركيب أثمن العصارات وأذكى الأكاسير؟".
فما الداعي لحصر كل بحث من الأبحاث في حدود خزانة من هذه الخزانات المتفرقة التي اعتدنا تسمية كل واحدة منها باسم خاص؟ إن شؤون الحياة معقدة ومعضلة جداً، وشؤون الحياة الاجتماعية أشد تعقداً وأكثر إعضالاً من جميع ضروب الحياة، بوجه عام. وفي هذه الحياة الاجتماعية من الشؤون والمسائل المتشابهة ما تأبى طبيعته التفرق والتوزع على خزانات التي ذكرنا أسماءها آنفاً.
ولهذا السبب، لم ير أن ينعت هذه الآراء، والأحاديث، بالسياسية، أو التاريخية أو الاجتماعية أو الفلسفية... إنها آراء وأحاديث قيلت وكتبت في مناسبات مختلفة، ولكنها استهدفت في جميع هذه المناسبات غاية واحدة هي: تفنيد وتصحيح بعض الأخطاء الشائعة، مع تحذير الأذهان من الانخداع بالدعايات الخلابة في التاريخ وفي السياسة..
ولذلك يعتقد أن هذه الآراء والأحاديث التي تحوم حول بعض الصفحات من "الماضي القريب"، لن تخلو بعض الفائدة.. لشبان "الحال الحاضر" ولرجال "الآتي القريب". إقرأ المزيد