النقد الحضاري للمجتمع العربي ؛ في نهاية القرن العشرين
(0)    
المرتبة: 20,014
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:التاريخ يحقق نفسه من خلال الشعوب والجماهير من خلال "المفكرين" أو "المثقفين" أو "القادة"، وليس هناك برهان أقوى على صحة هذا من جرى في أنحاء مختلفة من العالم، وبخاصة في أوربا الشرقية والاتحاد السوفييتي والصين. إلا أن الحركات الاجتماعية (كما يدعو هذه الظاهرة عام الاجتماع الفرنسي آلان تورين) لا ...تقوم خارج أو ضد الفكرة أو الفكرة بل من خلالهما. فالممارسة والفكر يسيران يداً بيد في الحركات الشعبية، ولا يمكن للتغيير الاجتماعي أو السياسي أن يحدث دون نضوج الرؤية والهدف من داخل المجتمع، من هذا المنطلق تبدو الحاجة ملحة لإقامة نقد حضاري للمجتمع العربي فكانت دراسة الدكتور هشام شرابي التي هي بين يدي القارئ والتي تهدف إلى وضع إطار فكري يمكّن من تحديد منهج تحليلي نقدي يتناول المجتمع في بعديه التاريخي والاجتماعي، وتمم من خلاله معالجة القضايا الكامنة وراء الأزمة الاجتماعية والفكرية والسياسية التي يعانيها المجتمع العربي اليوم. وثلاث ظواهر تكمن في صميم ما يرمي إليه هذا النقد الحضاري إلى كشفه في العقد الأخير من هذا القرن. الحداثة قضية المرآة، القوى أو الحركات الاجتماعية. أما كيف تتم عملية الكشف هذه، فمن خلال الوعي الذي أصبحت معالمه واضحة في كتابات جيل جديد من المفكرين والناقدين العرب (يتطرق إليها المؤلف في جزء من هذه الدراسة)، ويتناول هذا الوعي إشكاليتين مركزيتين هيمنة البنية الأبوية في المجتمع العربي المعاصر وسبل استئصالها جذرياً.
هذا وأن المؤلف يرى بأن النقد الحضاري لا يستطيع بحد ذاته تحقيق أي شيء على صعيد الممارسة المباشرة. لكنه يسلط الضوء على الواقع وتاريخه ويكشف عن حقيقة الظاهرة والخفية ويخطط أساليب ومتطلبات تجاوزه راسماً الخريطة الفكرية التي تضيء سبل الفكر والممارسة معاً. بهذا فإن النقد الحضاري يشكل الشرط الأساسي لعملية التغيير الاجتماعي وهو الخطوة الأولى لأية حركة اجتماعية حية ترمي إلى استئصال الأبدية من المجتمع العربي وإلى السير به نحو مستقبل آخر يقرره أبناؤه لا المتسلطون عليه أو القلة المنتفعة به.نبذة الناشر:تهدف هذه الدراسة إلى وضع إطار فكري يساعد على تحديد منهج تحليلي نقدي يتناول المجتمع العرﺑﻲ في بعديه التاريخي والاجتماعي ﻳمكن من خلاله معالجة القضايا الكامنة وراء الأزمات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي يعانيها المجتمع العرﺑﻲ.
فإذا أردنا لمجتمعنا العرﺑﻲ أن يتجاوز أزماته المتفاقمة وأن يسترجع قواه ويدخل ثانية في مجرى التاريخ، فلا بد من القيام بعملية نقد حضاري ﺗﻤكننا من خلق وعي ذاﺗﻲ مستقل ومن استعادة العقلانية الهادفة. ولا ﻳﻤكن تحقيق ذلك إلا من خلال التفاعل الفكري الحر والنقاش المستمر، لا بين «المفكرين» و«المثقفين» وحسب، بل بين جميع الفئات والأحزاب والتجمعات وعلى صعيد المجتمع ككل.
إن ما يجري في العالم اليوم هو بداية عصر جديد وممارسات اجتماعية جديدة تنبع من نوع مختلف من الدﻳﻤقراطية التي تنطلق بالفعل من السيادة الشعبية المباشرة، التي ترفض كل أنواع الأبوية والبيروقراطية وأيديولوجياتها المختلفة.
إن النقد الحضاري ﻳﻤثّل الشرط الأساسي لعملية التغيير الاجتماعي، وهو الخطوة الأولى لأية حركة اجتماعية جدّية ترمي إلى استئصال الأبوية من مجتمعنا وإلى السير به نحو مستقبل آخر يقرره أبناؤه لا المتسلطون عليه أو القلّة المنتفعة منه
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول، فضلاً عن المقدمة والمراجع. إقرأ المزيد