قراءات في إخفاقات النخب بمغرب القرن التاسع عشر
(0)    
المرتبة: 258,418
تاريخ النشر: 07/11/2025
الناشر: منشورات سليكي
نبذة الناشر:إن ما كان يجري داخل المجتمع، إنْ على المستوى التجاري والاقتصادي، أو على المستوى الفكري والثقافي، له دوره كذلك في تحديد نوعية السياسات المتبعة، وتكريس الرأي الراجح كما تبلوره النخبة اللصيقة بالحكم وتدافع عنه داخل دواليب المخزن وفي حضرة السلطان إن كان لها حظ في ذلك. وتكمن أهمية هذا القرن ...في كونه أرّخ لنهاية ما بقي من إمبراطورية امتدت أطرافها للأندلس شمالا، والقيروان شرقا، ولنهر السينغال جنوبا. وبعبارة أدق، نهاية حقبة، وانطلاق أخرى عرفت بالركود والتقهقر والارتجال، انتهت بالتوقيع على اتفاقية الحماية سنة 1912. فهي إذن حقبة من الزمن بمثابة خزان لما كان عليه المغرب من قبل، ومرآة لما كان عليه الفكر التقليداني، ونظم هيمنة الحكم السلطاني مع ما يحمل من مضامين، أصبحت فيما بعد عوائق سياسية وفكرية، ومحل صراعات وتناقضات في عهد الدولة المستحدثة ما بعد الحماية. تناقضات لا نزال نعيش تفاعلاتها داخل النسيج السياسي والمجتمعي والمؤسساتي.
… إن الوقوف عند أبرز الوقائع التي هزت أركان الدولة السلطانية طيلة القرن التاسع عشر وما قبله، ساهمت بشكل من الأشكال في التحولات الذهنية التي طرأت على مستوى البنيات الفكرية، بالرغم من صعوبة العملية بالنظر للمعطى الأنثروبولوجي المغربي وتعقيد مكوناته الروحية والعقائدية.
ومن الظروف التي مهدت لبروز ظواهر شاذة داخل المجتمع المغربي خلال الربع الأخير للقرن التاسع عشر، كون الدولة المغربية عاشت عقدين عصيبين جراء مخلفات حرب تطوان إذ كان عليها أداء تعويضا عن الحرب في شكل غرامة ثقيلة فرضتها اسبانيا لاسترجاع المدينة وتعويض على ما نفقته في حربها.
وجراء ذلك دخل المغرب في مرحلة انكماش اقتصادي تزامن مع تعدد أشكال مواجهة الأطماع الأوروبية وأزلامها المحليين من مضاربين وسماسرة، بل من بينهم كذلك أعيان وخدام للسلطة ورجال تصوف! إقرأ المزيد