هنيبعل ؛ الوجه الآخر للخيانة
تاريخ النشر: 12/02/2024
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة الناشر:العمل المسرحي الثاني لصلاح الدين الحريري الذي يستوحي فيه تاريخَ قرطاج. "أليسّا ملكة قرطاج" الصادرة عام 2018 تدور أحداثها حول إنشاء مدينة قرطاج وانتحار أليسّا فداءً لمدينتها. مسرحية هنيبعل تدور أحداثها في "قرطاج الحديثة" في إسبانيا، وحول أسوار روما في إيطاليا، لتنتهي في آسيا الصغرى حيث يختار هنيبعل الإنتحار ...على الإستسلام لأعدائه. المسرحيتان تتخطيان البعد التاريخي. أليسّا لا تنتحر بسبب تخلّي حبيبها عنها كما تصوّرها ملحمةُ "الإنيادة" لفيرجيلْ، فالحريري يسبغ عليها ملامحَ وجوديّة وقدراتٍ فكرية وسياسية هائلة تنهض بها إلى مستوى البطل المأساوي كما في مسرح الإغريق. هنيبعل ، في المسرحية الجديدة ، ليس نسخةً عن صورته في كتب التاريخ كبطل إستطاع عبورَ جبال الألب بالفيلة. هنيبعل ، هنا، يجمع شجاعةَ المحارب، حنكةَ السياسي الإستراتيجية، والإلتباسَ بهاجس الزمن، ذلك الفراغ العَدَميّ الهائل الذي يجهد هنيبعل ، كرمزٍ للإنسانية كلها، لقهره، وذلك بأفعالٍ مجيدة تحيله –- ذلك الفراغَ العَدَميَّ— إلى تجربة إنسانية ذات قيمة وذات معنى. كما تضفي أسطورة عشتروت ، متمثّلةً برسولتها هَارْمونْيا ، على المسرحية بعداً إنسانياً حميماً، حيث تحيل هنيبعل إلى عاشقٍ لجسد الأنثى، لتستحيل بذلك المسرحيةُ، بفعل الحوارات العشقيّة \الجسدية بين هارمونيا وهنيبعل، كما بين سواهما من شابّات وشبّان قرطاج، تستحيل إلى دراما معاصرة تختصرها المقتطفاتُ التالية: "إن تكنْ اللذةُ بلا حبٍّ رشوةَ الضرورة ، فإنّ اللذةَ بالحبّ احتفال"؛ "لكي تظَلّ الأشواقُ أشواقاً، لا بدّ من استطالةِ عمرِ الجراح"؛ "إنّ للشهوةِ فروسيةً تجنح باللسانِ كما باليد"؛ "هواجس جسدي أوجاعُ روحي"؛ "وجعي شمّامةٌ محزوزةٌ قمريْن".بإختصار، لا يشكّل التاريخ في هذا العمل إلا فضاءً مكانيّاً وزمانيّاً تتلاحم فيه تأملاتُ المؤلف في جوهر الصراع الأزلي بين السياسي والعسكري حيث تنضج فكرةُ الخيانة، كما بين الجسد والروح ، كما بين الحدث والمعنى ، وأخيراً كما بين الكلمات والنوايا. إقرأ المزيد