تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار الليبرالية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يتضمن هذا الكتاب القيم مقالات أساسية كتبها جياني فاتيمو وبيير الدو روفاتي، إلى جانب أبحاث مهمة التسعة فلاسفة إيطاليين آخرين. فاتيمو غير راض عن الفلسفة الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين التي قدمتها الماركسية والتفكيك وما بعد البنيوية، وقد وجد في عدمية فريدريك نيتشه سياقاً مهماً يمكن من خلاله تناول ...تأويلات مارتن هايدجر وهانس جورج جادامر ، وتؤكد فكرة الفكر الضعيف التي رسمها فاتيمو وروفاتي على طريقة لفهم دور الفلسفة بناءً على اللغة والتفسير والحدود بدلاً من اليقين الميتافيزيقي والمعرفي - من دون الوقوع في النسبية
ترجم هذا الكتاب عن النسخة الإيطالية، وتم إضافة ملحق المترجم بمقدمة نقدية موسعة لـ بيتر كارافيتا. وهي تقدم نظرة عامة على الفكر الضعيف وتقييم مساره الفلسفي على مدار أكثر من ربع قرن.
على الرَّغم من أنَّ الفكرَ الضَّعيفَ - il pensiero debole - موجودٌ منذ أكثر من ربع قرن، إلَّا أنّه ما يزالُ غيرَ معروف جيداً في الولايات المتحدة.
في إيطاليا، منذ ظهوره الأوَّل عام ١٩٨٣، تلقّى آراءً متباينة، فبدخول سياقٍ ثقافيّ يتميّز بـ "أزمة العقل"١ والمدارس التّاريخيَّة والماركسيّة والبنيويَّة المتنافسة والفكر السّلبيّ والخصائص الدّينيَّة المتنوعة، انتُقِدَ هذا المفهوم بوجهٍ سليمٍ من قبل مفكّرين متنوعين مثل: كارلو فورمنتي، وسيزار كيساري، وماريو بيرنيولا، ورومانو لوبيريني، وكذلك من قبل ذوي سلطةٍ مثل: كارلو أوغستو فيانو٢، ولكن تم تبنّيه أيضاً من قبل معظم العلماء والفلاسفة الشّباب، والطّلاب، خاصة في تورين وميلان وبيزا.
في الولايات المتحدة، منذ ظهوره٣ وخلال التّسعينات، ظهرتْ تعليقاتٌ وشروحٌ من قبل راينر شورمان، وهايدن وايت، وهيو سيلفرمان، وبيتر كارافيتا، وموريزيو فيانو، وريبيكا ويست، وجيوفانا بوررادوري، وإدموند جاكوبيتي، ودانيال باربيرو، وريتشارد رورتي، وآخرين.
في القرن الجديد، أصبحَ موضوعاً للتّداخلات من قبل أعضاء جمعيَّة الفلسفة والظّواهر الوجوديَّة، والرّابطة الدّوليَّة للفلسفة والأدب، ومجموعات الدّراسات الفلسفيّة والثّقافيّة الأخرى٤، وبالنّظر إلى الوراء، لا يمكننا إنكار أنَّه يمثّلُ التّيارَ الأكثرَ إلفاتاً للنظر في الفلسفة الإيطاليَّة في فترة ما بعد الحرب العالميَّة الثّانية، وأنَّه يقدّمُ حتماً بديلاً للتّيارات الفلسفيَّة الرّئيسة التي ظهرتْ في فرنسا وألمانيا خلال المرحلة نفسها، ولكنَّها تضاءلَتْ تقريباً بحلول نهاية القرن.
إنَّ الفكرَ الضّعيفَ هو منظورٌ أصيلٌ ومحفزٌ يمكن أن يفسحَ المجال لمزيدٍ من التّفصيل وعبر العديد من التّخصصات، وقد تكون تداعياته المحتملة أكثر وضوحاً في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر(أيلول). يمكنُ للفكر الضّعيف أن يوضّحَ الطّريق لفهمٍ معاصرٍ للتأويل، ونظريَّات المعرفة، والأخلاق، والبلاغة، لكن دون صياغتهم في مصطلحاتٍ ساخرة أو عرضيَّة، ودون تسليط الضّوء على العدميَّة السّلبيَّة التي كانتْ ما تزال نموذجيَّة لمعظم منظّري ما بعد الحداثة في نهاية الألفيَّة.
يسعى الفكرُ الضّعيفُ إلى توضيحِ ما يمكن أن يكونَ مهمةً قابلة للتطبيق؛ للتفكير في الخرق البطيء للحداثة، أو في نهاية الفلسفة، ممَّا يعني أنَّ معظمَ أشكال التّنظير لا تجد شرعيَّةً ذات مصداقيَّة، ومن بين العديد من المدارس أو التّيارات الموجودة في إيطاليا، والتي يمكن تحديد معظمها من قبل القسم أو الجامعة يحدث أن يكونَ هناك مرشدٌ أو أكثر -أو معلّم- يقوم بالتّدريس، يمثّل التّفكير الضّعيف شذوذاً؛ إذ إنَّه يجمع وجهات النّظر واللّغات المعرفيّة التي لا تكون عادةً في حوارٍ مع بعضها البعض؛ إنَّها إلى حدٍّ بعيد أكثر "حركة" متعددة التّخصصات في التّاريخ الاجتماعيّ الإيطاليّ الحديث، وهي غير منظمة بصورةٍ غريبة، وحذرة من إصدار معجمٍ متخصصٍ آخر أو وضع سلسلةٍ من الخطوات المنهجيَّة.
يذهبُ الفكرُ الضّعيفُ إلى قلبِ المشكلات الكبرى في الفلسفة القاريَّة، لكن من دون أيَّة نيّةٍ لهدم كلّ الصّروح المفاهيميَّة السّابقة على الأرض، بل على العكس تماماً، فهو يعتقد أنَّ هناك شكلاً آخر من أشكال التّفكير المتاح، والذي ما زال قادراً على الاستفادة من بعض أشكال النقد المتضمنة في الحداثة؛ إنَّه يحاولُ القيامَ بمهمّةٍ بالغة الدقة. إقرأ المزيد