حداة الظلال... رعاة المرايا : نظرات وقراءات في الشعر والأدب
تاريخ النشر: 22/06/2023
الناشر: منشورات دار التوحيدي
نبذة الناشر:لا لزوم للمعنـى في الشعر. لا ضرورة للدلالـة فيـه، يقـول
اتجـاه نقـدي جـمالي لـه موقعـه واعتبـاره، وحجته في النظـر
النقدي، والتلقـي الأدبي العـام. بينما ينبري اتجاه آخـر لـه
عدته، ومنظـوره، وجهازه للقـول بـلـزوم المعنى للشعر إذ
هو مقوم مندغـم ومـسـامت للنـص الشعري إذا شيء أن
يقبـل عليـه التلقـي، ويتداولـه الخاص والعـام، وفي مقدمـة
الكل: المؤسسات التعليمية ...التربوية، والشرائح العريضـة
مـن المواطنين ذوي الثقافة المحدودة، والاستيعاب البسيط
والأدنى.
وبينهما، بين هذين الرأيين أو المنظورين النقديين المعرفيين
الجماليين، يقف الشـعر محتضـنـا معـنـاه ولا معنـاه. تقـف
الكلمـة المنتقـاة، والصـورة المنحوتة بمـا هـي تخييـل
ومدلول، لتعلـن وجـود الشـعر بـهـا، ووجودهـا بالشعر. أي
أن وجودهـا المـادي، والصـوتي، والموسيقي، يحمـل أمشـاجاً
ملونـة مـن معـان مختلفة، وأطيافـاً منمنمـة مـن دلالات
متعـددة. إذ الـدال في الشـعر ـ الـذي هـو الكلمـة بوصفهـا
لبنـة رئيسـة في تشكيل اللغـة العليـا التـي هـي الشعر -
يقـول دلالتـه بطريقة مخصوصـة. ينشر معنـاه، ويحتمـي
بشرنقتـه التصويرية والجمالية، مسبغاً عـلى فضائه النصي،
أعجوبة كينونته في حدهـا، وخطهـا المرسـوم بدقة وعنايـة،
ومهـارة وتعهـد، تقتضيهـا الدربـة والمـراس، والتشطيب،
والمحـو، بغيـة الوصـول إلى زهـرة الشعر الفواحـة الملونـة
والعطـرة.
ومعنـى هـذا الـكلام، أن الشـعر يحتـاز المعنـى وينبـذه.
يستبطن الرؤيـة ويطمسها. ويستطيب الزئبقيـة ويمجها. إقرأ المزيد