شهادة اللفيف وإشكالاتها الفقهية والقضائية - دراسة تأصيلية وتطبيقية لشهادة اللفيف في ضوء أحكام الفقه الإسلامي ومقتضيات القانون وعمل القضاء
(0)    
المرتبة: 389,197
تاريخ النشر: 30/10/2023
الناشر: مكتبة الرشاد سطات
نبذة الناشر:هذا الكتاب هو دراسة تأصيلية وتطبيقية لشهادة اللفيف، والتي تعتبر بحق فخر مدرسة الغرب الإسلامي الفقهية، وإرثا فقهيا تليدا ودليلا شاخصا على مرونة أحكام الفقه الإسلامي وتأسيسها على علل ومناطات تتغيا مصالح الناس في العاجل والأجل، وذلك من خلال الفقه الإنشائي المواكب لمتطلبات كل عصر وخصوصيات كل مصر، والضابط في ...ذلك الثبات في المقاصد والمرونة في الوسائل، وهذا السفر يعد في أصله جزءا من أطروحة دكتوراه في الآداب شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة القاضي عياض بمراكش، نلت به تلك الدرجة العلمية الرفيعة بميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع. فشهادة اللفيف هي ذات أصول فقهية خالصة، سدت فراغا مهولا في وسائل الإثبات خلال حقبة معينة، عزفيها مثل ذلك، وقدمت خدمات جلى في كافة المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وحمت سائر الحقوق الشخصية والعينية، وجعلتها في حرز مصون ودر مکنون، كما أنها تعد وثيقة تاريخية تعكس الحياة الاقتصادية والاجتماعية خلال حقبة معينة، غير أن النزوع نحو التقنين وفساد بعض الذمم واستشراء التحايل والتعويل على أدلة إثباتية أكثر إلزاما وحجية، سيما الكتابة، وتضارب الاجتهاد القضائي بخصوصها إعمالا أو إهمالا، اعتمادا أو استبعادا، فتارة يعتبرها حجة عاملة وأخرى مجرد شهود، وفي أحايين يجردها من كل حجية، جعل هامش إعمال هذه الشهادة ضيقا، فبات بريقها إلى أفول وإقبالها إلى إدبار.
ولعل التخفيف من القيود الموضوعية والمحترزات الإجرائية التي وضعها فقهاء التوثيق، الأفذاذ بعد استقراء وتتبع حدا من مثالب هذه الشهادة وعدم تقنين أحكامها، واتساع مجالات إعمالها بلا ضوابط هادية، ودون مراعاة لطبيعتها الاستثنائية، طالما أن الأصل هو شهادة العدول، وسبل الإثبات الأخرى الأكثر صدقا وحجية، والتجرؤ على هذه الشهادة واستسهال أدائها بكل جسارة، دون خوف من عقاب أخروي أو وجل من جزاء دنيوي، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ودون مراعاة لعظم آثارها في العاد والمعاد، أفضى إلى الارتياب في هذه الشهادة، وإلى المساس بالأمن التوثيقي والقضائي، فغدت محل ظنة وموضع قالة، وأصبحت دليلا احتياطيا ودليل من لا دليل له في سائر القضايا المدنية والأسرية والتجارية والعقارية والزجرية، فأضحت بذلك جزءا من المشكلة وليست سببا في الحل كما هو دأبها، وهذا دليل ظاهر على ضعف الوازع الديني والوهن الذي أصاب منظومة القيم والأخلاق في هذا الزمان، فكان العيب فينا لا في أصل هذه الشهادة، أي في التنزيل لا التأصيل. إقرأ المزيد