تاريخ النشر: 12/09/2022
الناشر: دار تموز ديموزي للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تتمثل المأساة الإنسانية في عدم القدرة على العيش دون آلهة، وقد أرست العلاقة بين الإنسان والألوهية حالة من الجدل بين الفلاسفة منذ أزمان غابرة.
وتأخذنا الكاتبة والفيلسوفة ماريا ثامبرانو عبرْ هذه الصفحات في رحلة استكشافية عميقة وبنظرة فلسفية وميتافيزيقية لمعرفة كيفية تطور تلك العلاقة التي كانت في الزمن الأولي والبدائي مع ...آلهة متعددة، حيث شعر الإنسان من خلالها بالإضطهاد والملاحقة من آلهة مفترسة، ملتهمة، ومتعطشة للدم الإنساني، وللتضحية والقرابين التي كان يقدمها لها طمعاً في الحصول على فضل أو نعمة ما، أو التي يضحّي من خلالها المجتمع أو القبيلة بأحد أفراده من أجل إنقاذ البقية.
كانت العبادات موجّهة آنذاك؛ إلى ألوهيات متعددة، إلى الأموات، وأخرى إلى دورة ما تتضمن نظاماً للطبيعة، كالربيع والمحاصيل، وقد تطرفت ثامبرانو بعد ذلك إلى تلك العلاقة في المسيحية من خلال القربان المقدّس، ويسوع المسيح الذي تحمّل المعاناة والآلام وكان سر الخلاص بالنسبة للبشرية، ابن الرب الذي صُلِب على يد البشر، حيث يتجلّى الفرق في هذه المرحلة عن سابقتها بأن الآلهة الإغريقية كانت تموت وتقتل من قبل آلهة أو قوى أخرى تمتلك المرتبة ذاتها أثناء نزاع أو صراع ما، في حين أنها في المسيحية كانت على يد البشر.
أما في المرحلة الراهنة فقد اتخّذ الإنسان من المستقبل إلهه المجهول الذي يقدّم له كل أنواع التضحية تماماً كما كان يقدّمها للآلهة الإغريقية ولكن بطريقة مختلفة.
ينتج الموقف الفلسفي من التساؤل، من السؤال عن ماهية الأشياء التي تُفسر باللجوء إلى الآلهة، بينما يكون الموقف الشعري هو الجواب، فترى الكاتبة أن الفلسفة هي تحويل القداسة إلى ألوهية، فالقداسة هي العمق الأساسي للواقع ومصدر الشعر الذي انتزعته منه الفلسفة عند محاولتها جعل العالم مأهولاً باللوغوس - الكلمة الذي يتساءل تاركاً في الظل لوغوس العدد عند الفيثاغورية.
وتطرقت الفيلسوفة إلى رمزية معبد دلفي الذي يعتبر مركزاً للعالم، والمكان الذي حدث فيه التواصل بين السماء والأرض، مكان تنبؤات الوحي الذي نُقشت على جدرانه أقوال مأثورة تحمل الكثير من الدلالات والمعاني التي لا يمكن إغفالها من قبيل؛ "اعرف نفسك بنفسك"، "لا شيء بإفراط".
قال أفلوطين قبل موته: "أسعى لحمل ما هو إلهي بداخلي إلى ما هو إلهي في الكون". إقرأ المزيد