دروس في تقريرات الدورة الأصولية
(0)    
المرتبة: 398,439
تاريخ النشر: 22/06/2022
الناشر: دار المجد للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:السيد آية الله العظمى ، الشهيد محمد باقر الصدر ؛ هو العلم الفذّ مفخرة عصره ، وأعجوبة دهره ، نابغة زمانه ، حامي بيضة الدين ، وماحي آثار المفسدين ، فقيه أصولي ، فيلسوف إسلامي . كان مرجعاً من مراجع المسلمين في النجف الأشرف ، فجّر الثورة الإسلامية في ...العراق ، وقادها حتى استشهد . ولد في الكاظمية سنة 1353 ه ، وتربى بعد وفاة والده في كنف والدته وأخيه السيد إسماعيل الصدر . كانت تبدو عليه من أوائل الصبا علامات النبوغ وآثار الذكاء . قرأ في الحادية عشرة من عمره المنطق ، وكتب رسالة في المنطق يعترض فيها باعتراضات على بعض الكتب المنطقية . وقد قرأ أكثر الأبحاث المسمّاة بالسطح العالي بلا أستاذ . وفي أوائل الثانية عشرة من عمره درس معالم الأصول على يد أخيه السيّد إسماعيل ، وكان من شدّة ذكائه يعترض على صاحب المعالم بإيرادات وردت في الكفاية . هاجر الأستاذ الشهير سنة ( 1365 ه ) من الكاظمية إلى النجف وتتلمذ على يد علمين من أعلام النجف : 1- آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ، 2- آية الله السيد أبو القاسم الخوئي . وقد حضر الشهيد محمد باقر الصدر من سنة ( 1365 ه ) درس أستاذه آية الله الخوئي فقهاً وأصولاً ، وأنهى تحصيلاته الأصولية في سنة ( 1379 ه ) . وكانت مدة تحصيلاته العلمية من البداية إلى النهاية نحو سبعة عشرة سنة ، أو ثماني عشرة سنة . وقد كان يستثمر من كل يوم ست عشرة ساعة لتحصيل العلم ، فمن حين استيقاظه من النوم في اليوم السابق إلى ساعة النوم في اليوم اللاحق ، كان يلاحق المطالعة والتفكير عند قيامه وقعوده ومشيه . وقد بدأ بتدريس خارج الأصول ( جمادي الآخرة سنة 1378 ه ، في يوم الثلاثاء جمادي الآخرة ) ، وأنهى الدورة الأولى في يوم الثلاثاء ( 12 ربيع الآخر 1391 ه ) ، كانت آخر كلماته في البحث ما يلي : " وبهذا انتهى الكلام في هذا التنبيه ، وبه انتهى الكلام في مبحث التعادل والتراجيح ، وبه انتهت هذه الدورة في علم الأصول " . ثم ليبدأ الشهيد بتدريس خارج الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة ( 1381 ه ) . وإلى ذلك ، فإن أبحاث السيد الشهيد العلمية تميّزت عن سائر الأبحاث العلمية المألوفة بالدقة الفائقة ، والعمق الذي يقلّ نظيره من ناحية ، وبالسعة والشمول لكلّ جوانب المسألة المبحوث عنها من ناحية أخرى ، حتى أن الباحث الجديد لها قلّما يحصل على منفذ للتوسيع أو التعمّق الزائدين على ما أتى به الأستاذ السيد الشهيد . إضافة على كل هذا ، فإن هناك مميّزات أخرى تميّزت بها أبحاثه الأستاذ الصدر العلمية ، في يوم انتصارها على ما تعارفت عليه أبحاث العلماء في النجف الأشرف - وقتئذٍ - من الفقه والأصول بل ما اشتملت عليه سائر المرافق الفكرية الإسلامية : كالفلسفة ، والإقتصاد ، والمنطق ، والأخلاق ، والتفسير ، والتأريخ ، وفي كل مجالات هذه المجالات ترى بحثه مشتملاً على نفس الإمتيازين الملحوظين في أبحاثه الأصولية والفقهية من العمق والشمول . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي اشتمل على كلام يقع في الدورة الأصولية للسيد الشهيد محمد باقر الصدر ، بمختلف تقريراتها المكتوبة بأنامل أبرز طلابه ، مثل كتاب " مباحث الأصول : للسيد الحائري ، وكتاب " بحوث في علم الأصول " للشيخ حسن عبد الستار ، بالإضافة إلى محاضرات في علم علم أصول الفقه " للسيد الشهيد محمد الصدر . وقد استُهلت هذه المباحث بمقدمة اشتملت على أمرين : الأمر الأول : لماذا هذا الاهتمام والعناية بمدرسة السيد الشهيد الصدر محمد باقر الصدر ؟ ما هي قيمتها المعرفية ومكانتها العلمية التي استدعت ممن حرّروا هذه المباحث اهتماماً خاصاً بنمو الدرس والتدريس ؟ الأمر الثاني : ما هي طبيعة وحقيقة وماهية هذا الدرس ، وما هي الغاية المرجوة منه ، وما هي الفوائد والثمرات التي تترتب عليها ؟ . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدروس اتسعت لتشمل على أربعة أجزاء : الأول منها دارت دروسه حول تعريف علم الأصول وموضوعه ، أما الثاني ، فقد اشتملت على موضوع الحكم الشرعي وتقسيماته - وحول حجية القطع جاءت دروس الجزء الثالث . أما الجزء الرابع والأخير فقد استوعبت دروسه مسألة الأدلّة المحرزة مبادئ عامة . وأخيراً ، فإن هذه الدروس كان قد ألقاها الأستاذ الشيخ عبد الرضا الرويحي على تلّة من طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف . ومقيّماً للفائدة عمد الشيخ عبد الأمير الساعدي إلى كتابتها نصّاً دون تصرّف ، إلا بقدر الضرورة ، كما يذكر ، حينما استدعاه الأمر ذلك ، مخرّجاً مصادرها ، لتخرج مجموع هذه الدروس في هذه الطبعة التي بين يديّ المتلقي . إقرأ المزيد