الإعلام الرياضي بين ترقية معاني المواطنة وتكريس قيم الروح الوطنية
(0)    
المرتبة: 301,738
تاريخ النشر: 12/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد عرفت وسائل الإعلام تطورا كبيرا جعلها تكتسح جميع مجالات الحياة، إذ تتميز بكونها فتحت للإنسان مجالا واسعا للمشاهدة والاستماع والقراءة، ومن مميزاتها أيضا أنها تدخلت في جميع المجالات الاجتماعية والتربوية والثقافية والاقتصادية..؛ فأصبحت تؤثر في سلوكيات الفرد اجتماعيا واقتصاديا وغيرها من الميادين مما جعلها جزءً من الحياة المعاصرة كمعيار ...لقياس مدى تطور المجتمعات ورقيها، لأن وسائل الإعلام سارت تُّعد من أهم مصادر الفكر والمعرفة في المجتمع، حيث يؤكد الباحثون أن أي تغيير في المجتمع لا يمكن أن يتم بمعزل عن استخدام وسائل الإعلام، لأنها من الوسائل المهمة والرئيسية لشرح ونقل تلك التغيرات الجديدة التي ستحدث في المجتمع وفي بنيانه ووظائفه، وتعبئة الرأي العام من خلال التأثير على قيمه بشكل إيجابي أو سلبي.
ليس هذا فقط؛ بل تقوم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والتكنولوجية أيضا بدور تربوي كبير في المجتمع وذلك لتأثيرها على عقول الناس وتفكيرهم، ويمكنها القيام بهذا الدور لأنها متعددة ومتنوعة وشاملة وميسورة الاقتناء، وتهتم بقطاعات كبيرة من الناس، وأنها بالتقدم العلمي والاعتماد على الميكنة والآلة قد عبرت المسافات ووثّقت الاتصال بين الأماكن والجماعات، ونقلت الأفكار والأخبار عن وعي الأفراد والمجتمعات المختلفة، علاوة على تأثيرها في الرأي العام، كل هذا جعلها من القوى التربوية المؤثرة في المجتمع. بل الأكثر من ذلك فإن وسائل الإعلام بأطيافها أضحت توصف بأنها “السلطة الرابعة” في إشارة إلى وزنها الثقيل في حياة الشعوب وحاكميها وبالنظر إلى حجم الأدوار التي ما فتئت تضطلع بها.
فغيرُ خافٍ على أحد أن الإعلام الرياضي –الذي هو لون من ألوان الإعلام المتعددة- اليوم ليس كالذي كان بالأمس، والذي كانت مهامه الرئيسية والكلاسيكية تقتصر على نقل الأخبار أو المعلومات أو الآراء وإيصالها إلى متلقيها من المهتمين بصفة مجردة، غير أنه في عصرنا المتسارع هذا تعاظمت أدواره وتشعبت وأضحى يتحمل الثقل المركزي في الدفع بالحياة الرياضية في الوسط الاجتماعي بموجب ما يملكه من إمكانيات مادية ومعنوية تؤهله لذلك، فتعدى أهدافه القديمة إلى تنمية الكثير من الجوانب والعلاقات الاجتماعية بين أوساط الشريحة الرياضية..، إذ ما فتئ –الإعلام الرياضي- يلعب في زماننا هذا أدوارا جبارة لا يستهان بها في تواصل المجتمعات الرياضية واتصال بعضها ببعض. ذلك أن لديه هو الآخر أدوارا وأهدافا منوطة به لا تقل أهمية ولا وزنا عن الإعلام العام في حياة ويوميات هذا المجتمع أو ذاك، فبفضل وسائل الإعلام الرياضية المتنوعة سواء كانت المقروءة أو المسموعة أو المرئية تنتج لدى الفرد ثقافة وحصيلة لا بأس بها من المعارف الرياضية وما يتصل بها من جوانب متعددة تمس شخصية الإنسان من قريب كان أو من بعيد، لأنه من خلال هذه الوسائل الإعلامية الرياضية البناءة وجادة الأهداف وعالية الهمة تحقق المجتمعات توازنها ورقيها وتمضي نحو التنمية والتفتح على الآخر..، عن طريق تخفيف حدة الصراع بين الدول والتواصل مع الشعوب الأخرى والتنافس الشريف الخالي من الحساسيات والنعرات الطائفية، وتذكية روح المنافسة النزيهة وتأكيد الذات ولعب شتى الأدوار الاجتماعية الإيجابية والفعالة، لاسيما وأن الرياضة قدمت ولازالت تقدم للإنسانية مجالا شريفا وإطارا ساميا للمنافسة والصراع والتباري. إقرأ المزيد