تاريخ النشر: 11/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:يعد المفكر مالك بن نبي- رحمه الله- واحد من المفكرين، وأحد أهم رواد النهضة الفكرية في العالم العربي والإسلامي .
فمن خلال التجربة الفكرية والروحية تشكلت لذا فكر مالك بن نبي حول مفاهيم مرتبطة بالإنسان والثقافة والحضارة، التي ترتكز في انسجام الجهود الإنسانية وتكاملها مع قوانين النهوض المادي والمعنوي، وجملة الشروط ...الخاصة بالنمو والازدهار في شتى المجالات الفكرية والروحية والاقتصادية والمادية في الواقع المعاش .ولقد استطاع- رحمه الله- من خلال عقيدته وفكره أن يحدث نقلة نوعية في لفكر الإسلامي الحديث، كما أن فهمه الدقيق لروحي الحضارتين الإسلامية والغربية، والاستيعاب العميق لإسهاماته الفكرية مكنته من مواجهة الحضارة الغربية، غير أنه- رحمه الله- يرجع سبب المشكلة في المسلمين، فالسبب حسبه هو انحراف فكري أخرجنا عن الطريق .
ولهذا نجد أن مالك بن نبي قد سعى في طرح الإسلام في كل تصوراته الفكرية كملهم لقيمنا، قادر على استعادة دور الإنسان مبرأ من نقل الحضارة الإمبراطورية .
فهو يرى أن الإسلام لا يُقدم إلى العالم ككتاب وإنما كواقع اجتماعي يساهم بشخصيته في مصير الإنسانية، وهذا في الحقيقة أمر مسلم جدا لفهم المرجعية الفكرية لمالك بن نبي وهي مرجعية إسلامية، يركز فيها على إحياء الإسلام الصحيح كشرط لبناء الحضارة، حاول من خلالها التأكيد على أن الدين هو مقوم اساسي من مقومات أي حضارة، وهو الفاعل في بنائها وتطويرها وازدهارها .
ولذلك نجده يربط- رحمه الله- بين تخلق المسلمين وبين فقدان العقيدة الدينية لفاعليتها في المجتمع .
فنجده أن النتيجة التي توصل إليها أن الأزمة الحضارية عند المسلمين ليست أزمة عقيدة، أو فكر سياسي فحسب، وإنما المشكلة تكمن في انتكاسة وسقوط في محطة تاريخية، ويستوجب ذلك إعادة الأمر الطبيعي بالانسجام مع صفحات التاريخ المشرقة، فالتاريخ باعتباره السجل الأمين للتحولات التي شهدتها البشرية، وليس بأخذ السند والحجة من واقع الانتكاسات .
فمالك بن نبي- رحمه الله- يُلح على طرح الفعالية باعتبارها الرابط الذي يجمع بين منطق الفكرة ومنطق العمل من أجل القضاء على السلبية التي تشيع في المجتمعات المتخلفة عبر خلاياها الدقيقة، ومنها تحويل مبادئ القرآن الكريم إلى سلوكيات فعلية بدل من كثرة الكلام عنه .
كما عُني أيضا بالثقافة إذ الثقافة في أي مجتمع تشمل مجموعة قيم تؤلف الفرد في مجتمعه، فيعرفها- رحمه الله- « بأنها مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يتلقاها الفرد منذ ولادته كرأسمال أولي في الوسط الذي ولد فيه، والثقافة على هذا هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته، هي المحيط الذي يعكس حضارة معينة، والذي يتحرك في نطاقه الإنسان المتحضر » . إقرأ المزيد