دراسات في المنهجية واللغة
(0)    
المرتبة: 339,187
تاريخ النشر: 11/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:يضع هذا الكتاب بين يدي القارئ ثمانية مقالات منها ما هو غير منشور ومنها ما هو منشور ضمن أعداد مجلات علميّة وطنيّة محكّمة، ومنها ما هو عبارة عن مداخلات علميّة صِيغت في إطار المشاركة ضمن فعاليّات وتظاهرات علميّة وطنيةّ في مختلف الجامعات الجزائريّة، مضامينها متنوعة تجمع بين حقلين معرفيين هما: ...المنهجيّة واللّغة، وعلى تنوع محاورها واختلاف طرحها تتقاطع وتشترك في قالب العلميّة لتقدم للباحث مادة معرفيّة واضحة المعنى سليمة المبنى فتكون مرجعا لطرح دراسات مشابهة أو تحِيله لصياغة قضايا أوسع.
إذًا جاء محتوى هذا الكتاب مزدوج المادّة بين قضايا لغويّة وأخرى منهجيّة ومن أولى القضايا المنهجيّة المطروحة قضية الرقمنة من خلال مقال يعالج منهج تحقيق المخطوطات الجزائريّة في ضوء ثنائيّة الحفاظ على الهوية ومواكبة التطورات الرقميّة، فالحفاظ على المخطوط يعني الحفاظ على الهوية والتراث الوطني في الجزائر، ولا يتأتّى ذلك إلاّ من خلال تحديد الطرق العلميّة التي تنظّم هذا الإرث الفكري والحضاري الذي تزخر به المكتبات، ومعالجته بطرق علميّة وفنيّة حديثة بعدها إتاحته للباحثين، لذا أصبح من الضروري الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة في الحفاظ عليه من التّلف وكذا تسهيل الوصول إليه.
وفي سياق المنهجية والحفاظ على النتاجات الفكريّة أنتقل إلى موضوع مكمّل يتناول قضية مهمة ومحوريّة في حقل المنهجية ألا وهي الأمانة العلميّة وأخلاقيات البحث، فرهان البحث العلمي مرتبط بالالتزام بالقيّم الأخلاقيّة وتفعيل الأمانة العلميّة، ولا تقتصر مسألة الأمانة العلميّة على مكافحة السرقات العلميّة، بل تفتح أمامنا قضية أخرى مهمة لها علاقة بالطرف المنتج لهذه المادّة وهي حقوق الملكية الفكريّة، فالبحث العلمي هو أمانة الأداء قبل أن يكون وسيلة علميّة، والأمانة العلميّة صورة أخلاقيّة قبل أن تكون ضابطا أخلاقيا، فهي تفعيل لحق الملكيّة الفكريّة، ومن أشكال الحماية لحق المؤلف في مفهوم الأمانة العلميّة هو ما توفره الجامعات من حماية للنتاجات الفكريّة.
وغير بعيد عن فضاء المراكز البحثيّة سلطت الضوء على أهم الاستراتيجيات المسطّرة في بناء البحث العلمي باعتباره ثقافة فكريّة ودعامة تنمويّة أَوْلت لها الدول المتقدمة اهتماما كبيرا، باعتبار البحث العلمي يشكل ميدانا خصبا ودعامة أساسيّة لتطور الدول، وطبعا هذه الثقافة الفكريّة لا تتأتّى إلا من خلال تنميّة القدرات البحثيّة للباحث في جميع محاور البحث العلمي، وبشكل دقيق من النواحي العلميّة والميدانيّة وتفعّيل النشاطات، فتتحقق بذلك التنميّة ويصبح البحث العلمي دعامة تنمويّة.
ومن الحقل المنهجي إلى الحقل اللغوي وبالضبط فيما تعلق بالبحوث المصطلحيّة ومع المصطلح اللساني في الجزائر وإشكالية ازدواجيّة اللغة، فالمصطلحات تمثّل مفاتيح العلوم ولا يمكن التأسيس لمفاهيمها ومعارفها إلا بضبط الجهاز المصطلحي الخاص بها، غير أنّ المصطلح اللساني يواجه فوضى اصطلاحيّة بسبب مشكلات عديدة أهمها إشكالية الازدواجيّة اللغوية، وبالتحديد في الحقل اللساني الجزائري بسبب اختلاف مصادر التكوين العلمي اللساني للدارسين ومنه تعدّد المصطلح بعد نقل المعرفة من اللغات الأجنبيّة إلى اللغة العربيّة.
وغير بعيد عن السياق ذاته تُطرح قضية مهمة في الحقل اللغوي ألا وهي قضية المعنى وحيثياته، والذي عرف مباحث وأطروحات عديدة حاولت الكشف عنه في سعي حثيث وراء رسم منهج قويم يمكّن الدارس من الوصول إلى المعاني الخفيّة خلف التراكيب، وبما أن الخطاب يحوي حدودا لغوية تتطلب معلومات سياقيّة أثناء التأويل الذي يدرس اللغة في حيز الاستعمال الفعلي، وهذا هو صميم البحث التداولي، فالتداوليّة مُعطى استراتيجي هام في تحليل الخطاب الأدبي كونها تجمع بين البنائيّة الوصفيّة والسياقيّة والوظيفيّة، وغيرها من الحقول التي تلتقي مع الدرس التداولي.
وفي مقابل الجهود اللّغويّة هناك جهود نقديّة لدارسين وباحثين أثْروا بدراساتهم ونتاجاتهم المكتبات البحثيّة، وتحقيق المخطوطات من المجالات التي زاوجت بين الجُهدين والدرسين اللغوي والنقدي خلال اشتغالهم على النصوص القديمة، كونها تعتبر مادّة الدرس تأريخا ونقدا ومقارنة وتحقيقا، فلا يمكن تصور تحقيق نصّ بدراسة نقديّة دون آليات لغويّة، إضافة غلى تقنيات منهجيّة وهذا هو محور الحديث في هذا المقال الذي يقف على دراسة مقارنةٍ لمنهج تحقيق المخطوطات بين العرب القدامى والمحدثين في ضوء إشكاليّة بحثيّة قوامها ثنائيّة الامتداد والقطيعة.
وغير بعيد عن السياقات السابقة الذكر وبين اللّغة والمنهجيّة يبرز حقل مهّم يجمع بينهما وهو حقل التعليميّة، فننزل بالدرس اللغوي والمنهجي إلى ميدان التعليم في ضوء الوسائط التكنولوجيّة، وبالتحديد في إطار البحث عن شروط الادماج الناجح، فالتطور التكنولوجي في ميدان المعلومات والاتصالات يلعب دورا هامّا في البيئة التعليميّة، وأضحت المؤسسات التعليميّة اليوم في حاجة ماسة إلى تبنّي هذا التطور وادماجه ضمن منظومتها من خلال ربط مختلف الوسائط التكنولوجية بالمحتوى التعليمي وإشراك المتعلم في العمليّة التعليميّة من خلال تزويده بمهارات تشغيل وتفعّيل هذه الوسائط.
وغير بعيد عن الوسائط التعليميّة يُختم الكتاب بمقال يربط أحد أهم الوسائط التعليميّة ألا وهو الكتاب المدرسي بشكل تعبيري فني مخصص لفئة الأطفال وهو أدب الطفل، في محاولة للوقوف على الإضافة التي يقدمها المبدع في هذا الأدب للمحتوى التعليمي، والتعرف على المعايير التعليميّة التي يخضع لها هذا الأدب حتى يتناسب ويتوافق مع الأهداف التعليميّة المسطرة، وهذا طبعا لا ينجح إلا من خلال إخضاع هذا النّتاج الأدبي للرقابة المعرفيّة والنقديّة التي تُلزم المبدع احترام الخصوصيّة الصعبة لبناء هذا الأدب وسدّ احتياجات الطفل في هذه المرحلة بما يتناسب وتحصيله النفسي والعلمي والتربوي وحتى الابداعي.
وقد سار تشكيل مضامين هذه المقالات وفق مناهج بحثيّة متنوعة ومتناسقة بداية بالمنهج الوصفي في عرض المادة المعرفيّة وتسلسلها المنطقي، إضافة إلى المنهج المقارن والذي كان بارزا في أغلب المقالات التي قام البحث فيها على إشكالات ثنائية، مع الاستعانة بالمنهج التاريخي عند الوقوف على تطور بعض المفاهيم تاريخيا، وكذا المنهج الإحصائي والتحليل لبعض الظواهر اللغوية والتعليميّة. إقرأ المزيد