نور الأبصار في إقامة الجمعة في القرى والأمصار
تاريخ النشر: 14/04/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:غير خافٍ على المطّلعين على نصوص الكتاب والسنة ما للجمعة من أهمية ومكانة في الشريعة الإسلامية المطهّرة، وقد أجمع المسلمين على فرضيتها ووجوبها بنصوص من الكتاب والسنة والإجماع.
وقد أهم أئمة كتب السنة المشرّفة بعقد الأبواب في كتبهم في التشديد على المتهاونين عن الجمعة والتاركين لها، ما يشير إلى مكانة ...الجمعة وأهميتها لدى الشرع، بُوّب في صحيح مسلم، باب التلفيظ في ترك الجمعة، وفي سنن أبي داود باب التشديد في ترك الجمعة، وفي الترمذي: باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر، وفي النسائي: باب التشديد في التخلّف عن الجمعة، وفي سنن ابن ماجه: باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر، وفي الدرامي: باب فيمن يترك الجمعة من غير عذر... وما إلى ذلك.
فنظراً لهذه الأهمية القصوى وما يترتب على حياة المسلم من آثار بأداء هذه الفريضة العظيمة والقربة النبيلة؛ اهتم علماء الأمة بهذا الجانب، وألّفوا الرسائل والكتابات والمؤلفات.
وهذه المؤلفات والرسائل تنقسم إلى قسمين، الكتب العامة، والكتب الخاصة، والمقصود بالعامّة: الكتب التي اهتمت بجميع مسائل الجمعة بأسرها، وبيّنها واستوعبتها استيعاباً علمياً تاماً، والمقصود بالخاصة: الكتب التي اهتمت ببعض أجزاءها، وهو ما تم بحثه في هذه الرسالة التي اشتمل عليها هذا الكتاب، مثل: حكم من أدرك الركعة الأولى، وحكم استعمال العصا، وما ورد من الأحاديث والآثار في فضل الجمعة، وإقامة الجمعة في القرى.
هذا وإن مسألة إقامة الجمعة في القرى واضحة، والراجح فيها هو ثبوتها ووجوبها في ضوء النصوص الصريحة من الكتاب والسنّة، وآية الجمعة صريحة في ذلك، ووجه الدلالة فيها أنها تشمل المدن والقرى بدون أي فريق؛ وهو قول جمهور العلماء، من المالكية، والشافعية والحنابلة، وخالفهم الحنفية.
وعليه، فقد ثبت إقامة الجمعة في القرى، وقد أصبحت المسألة شبه المجمع على وجوبها من قبل المذاهب، وعلى الرغم من ذلك، هناك عدد كبير من المتعصبة في شبه القارة الهندية، بقي متمسكاً بمذهبه القديم، بغض الطرق عن مقتضيات العصر الحاضر.
لذا قام علماء أهل الحديث بالردّ العلمي عليها، مستمدين من نصوص الكتاب والسنة، في الإجماع عليها، من هؤلاء العلّامة المحدّث محمد عبد الرحمن المباركفوري الذي أدلى بدلوه وأدّى حقه في هذا الخصوص، وألف هاتين الرسالتين الجامعتين، "نور الأبصار في إقامة الجمعة في القرى والأمصار"، و"تنوير الأبصار في تأييد نور الأبصار" وهما ما اشتمل عليه هذا الكتاب الذي تضمن توطئة ومقدمة وبابين، حيث جاءت التوطئة بمثابة كلمات مهدت لموضوع إقامة الجمعة في القرى والأمصار.
أما المقدمة، فقد تم فيها توضيح أصل المسألة في ضوء نصوصٍ من الكتاب والسنّة، أما الباب الأول، فقد اشتمل على ردٍّ مقنع على أدلة "جامع الآثار" الثمانية، التي قدمها مؤلفه لإبطال جواز الجمعة في القرى.
وتضمن الباب الثاني ردٌّ وافرٌ على بقية الإعتراضات الواردة في هذا النصوص، وذلك في ضوء النصوص والإستدلال العقلي.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم نقل هاتين الرسالتين إلى اللغة العربية، كما تم تخريج نصوصه، وجاء عمل المحقق على النحو التالي: 1- نقل النص الإردي إلى العربية بوضوح وإتقان مع مراعاة أسلوب العربية بقدر الوسع والإمكان، 2- تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، 3- الإهتمام بنقل الحكم على الأحاديث - غير الصحيحة، بالإستناد إلى أقوال الأئمة، 4- عزو جميع ما ورد في الكتاب من المنقول والقبسات إلى مصادرها، 5- إغناء الكتاب بإيراد بعض التعليقات على مسائل مهمة، 6- ثم إيراد ترجمة موسعة للمؤلف الإمام المحدث أبي العلا محمد عبد الرحمن المباركفوري، اشتملت على سيرته ومآثره في مجالات مختلفة. إقرأ المزيد