عن بدايات الخطاب البلاغي العربي الحديث - نحو بلاغة موسعة
(0)    
المرتبة: 152,524
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: منشورات باب الحكمة
نبذة الناشر:وإذا كان المكون الحجاجي في الثقافة الغربية، ذا أصول متجذرة في التاريخ البعيد؛ أي قبل أن يصوغه أرسطو في نظرية واضحة ودقيقة في كتابه "الخطابة"، وتعاد صياغته بعد ذلك عدة صياغات في البلاغة اللاتينية ثم لاحقاً في البلاغة الجديدة، فإن حضوره في البلاغة العربية ليس بارزاً؛ فقد هيمنت على قراءتنا ...لمشاريعها وأسئلتها، التصورات الأدبية والجمالية التي جعلتنا لا تبصر ما تحمله في ثناياها من أفكار ومفاهيم بلاغية حجاجية منذ فترة مبكرة من نشأة التفكير البلاغي العربي، بغض النظر عن صلة هذا التفكير بالبلاغة اليونانية.
وفي العصر الحديث كانت الهيمنة في تفكيرنا البلاغي العربي، للتصور الجمالي الذي جعل البلاغة نظرية للأدب أو الخطاب الجميل، لا صلة لها بالتصور الحجاجي وبتداولية الخطابات؛ فقد كرس الدرس التعليمي البعد الجمالي للبلاغة من خلال توجيهه الاهتمام إلى تصنيف الوجوه الأسلوبية، كما كرسته أبرز محاولة لتجديد البلاغة العربية في العصر الحديث، وأعني بها محاولة أمين الخولي الذي خاصم بلاغة الحجاج وإنحاز انحيازاً كلياً للبلاغة الأدبية التي منحها كل عنايته وأبلى فيها البلاء الحسن.
وعلى الرغم من هذه الهيمنة الجمالية على التفكير البلاغي العربي الحديث، إلاّ أنّ البدايات الأولى لهذا التفكير شهدت اهتماماً ملحوظاً ببلاغة الحجاج، أو ببلاغة الآداب العمومية كما اصطلح عليها لويس شيخو.
ولعل إحدى غايات هذه الدراسة كشف النقاب عن وجود بلاغة حجاجية واضحة الملامح في بعض المصنفات البلاغية العربية التي توالى ظهورها منذ القرن التاسع عشر: كتاب "علم الأدب" بجزئيه للويس شيخو، وكتاب "فلسفة البلاغة" لجبر ضومط، وكتاب "الخطابة" لنقولا فياض، وبعض مقالات الأب خليل إّده ومحمد عبدو ورشيد رضا، وهناك مصنفات لا تخلو من بلاغة الحجاج على الرغم من أن أصحابها لا ينطلقون من تصور واضح للحجاج أمثال أحمد حسن الزيات وأحمد الشايب. إقرأ المزيد