أسطورة غرف الغاز النازية (أطروحة نانت وقضية روك)
(0)    
المرتبة: 31,722
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الذاكرة للنشر والطباعة
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لا زالت غرف الغاز النازية التي أدت إلى إبادة أعداد من اليهود كبيرة تتفاعل، آخذة منحىً مغايراً لما ذاع وعلى مدى فترة زمنية في التأكيد على هذا الحدث والذي أندرج تحت اسم "الهولوكوست".
ففي بداية عام 1979، انفجرت قضية ذاك الأستاذ الجامعي وهو فوريسّون في مدينة ليون، وذلك عقب نشره ...مقالاً في صحيفة لوموند اليومية، تحت عنوان "إشاعة أو شعيتس" ففي فيه وجود غرف الإعدام بالغاز القاتل.
وقد جذب هذا البيان الأول الداعي لمراجعة أحداث التاريخ - والذي يعدّ أول بيان ظهر في الصحافة الفرنسية في هذا الشأن - إنتباه هنري روك، وفي 21 شباط 1979، نشرت الصحيفة نفسها، تصريحاً مطولاً لأساتذة تاريخ، حرّره كل من ليون بولياكون وبيير فيدال ناكيه، اللذين يتضامن معهما اثنان وثلاثون أستاذاً جامعياً للتاريخ، من بينهم أسماء معروفة جداً، وقد أدرجت في هذا التصريح شهادة وحيدة "منتقاة من بين الكثير الكثير من الشهادات الأخرى"؛ حسب تعبير محرري التصريح: "إنها شهادة الضابط في "فرقة الحماية": كورت جيوشتان.
حثّ هذا التصريح القاطع، الذي وقعه أساتذة مشهورون جداً لمادة التاريخ، هنري روك على الغوص في مؤلفات أستاذ التاريخ بول راسينيه، والتي في بعضها كان قد تساءل كثيراً عن طبيعة هذه الشهادة، واستنتج أنها مخالفة للصواب، وكان راسينييه قد لاحظ أيضاً أن الروايات التي قدمها مختلف المؤلفين في موضوع غرف الغاز النازية لم تكن متشابهة، كما لاحظ أن ليون بولياكوف، الذي ادّعى أنه يعيد نشر مقتطفات من وثيقة هيرشتاين في العديد من مؤلفاته، كان يقدم نصوصاً تتضمن روايات مختلفة يتعذر تعليلها، ولا سيما أن بولياكوف كان يؤكد بأن الأمر يتعلق بالوثيقة نفسها.
وكان مقتطف الشهادة المدرج في تصريح أساتذة التاريخ، ينتهي بالجملتين التاليتين، وبلغة فرنسية قريبة من لغة هيرشتاين "من سبعمئة إلى ثمانمئة شخص، يقفون في خمسة وعشرين متراً مربعاً، وخمسة وأربعين متراً مكعباً و"تغلق الأبواب" لم يكن هنري روك الوحيد الذي انتفض مذعوراً عند قراءة تصريح أساتذة التاريخ وقراءة الجمل الأخيرة من تقرير هيرشتاين التي ذكرها كل من ليون بولياكوف وبيير فيدال ناكيه.
وقد كتب بعض القراء الفطنين إلى صحيفتهم ليشيروا لها بأن من المستحيل قطعاً حشر ثمانية وعشرين إلى اثنين وثلاثين شخصاً في متر مربع واحد، حتى لو أخذنا في الحسبان وجود عدة أطفال؛ وفي العام 1981، اتصل هنري روك بالبروفسور جاك وجو مدرس الآداب في جامعة السوربون بطلب لأطروحة لنقد نصوص تتعلق بأسطورة غرف الغاز النازية، والتي كانت في جزء كبير منها، قد كتبت مباشرة بيد هيرشتاين، بلغة فرنسية مليئة بالأخطاء الإملائية والإنشائية.
وبدأت أبحاث هنري ردك إنطلاقاً من الأشهر الأخيرة لعام 1981، وكانت النصوص التي تركها هيرشتاين (أو التي نسبت إليه) منتشرة في أرشيفات العالم كله، وبالذات في أرشيفات واشنطن القومية، وأرشيفات بيلفيلد الإنجيلية في ويستغاليا وو... إلخ.
وفي فرنسا قدم هنري روك إلى وزير الدفاع الوطني طلباً للسماح له بالإطلاع على ملف "مجرم الحرب" هيرشتاين المحفوظ في إدارة القضاء العسكري بباريس، وقام الوزير شارل هيرنو بهدوء بإعطاء الباحث، الداعي لمراجعة الأحداث التاريخية، الموافقة على ما التمسه.
وبذلك أغنت تلك الوثائق التي لم يسبق لها أن نُشِرت أطروحة هنري روك، وهكذا وبعد إنجاز هنري لأطروحته في العام 1984 وتمت مناقشتها ضمن هيئة تحكيم، بعد جهد كبير، لإمتناع الكثير من الأساتذة الجامعيين عن هذه المهمة التي بدت صعبة لإدراجها تحت مخاطر محاربة السامية، تم تشكيل هيئة ضمت أساتذة على مستوى عالٍ وذلك بعد أن نقل هنري روك ملفه إلى جامعة نانت.
وعلى الرغم من كل المحاولات لمنع مناقشة هذه الأطروحة، إلا أن هذه الهيئة ناقشت تلك الأطروحة وحصل هنري روك بموجبها على شهادة دكتوراه دولة، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد شُنّت حرب عنيفة ضد هنري روك وعلى رسالته، للتشكيك بمصداقيتها، وبالمقابل كان هناك من أثنى على هذه الأطروحة.
والقريب جداً، أن ردة الفعل الوحيدة على هذه الأطروحة، المثيرة للإنفجار على الأقل، تعود لروبير بوليه، الذي نشر في صحيفة ريفارول (عدد 25 تشرين الاول 1985) مقالاً إيجابياً جداً بعنوان "خطوة أخرى نحو الحقيقة".
حول هذه الأطروحة والأصداء التي أحدثتها ضمن الإعلام المرئي والمسموع وأولاً المكتوب يأتي هذا الكتاب الذي ضم أطروحة نانت وقضية روك مع نص وأذيال الأطروحة التي دافع عنها هنري روك في جامعة نانت بتاريخ 15 آب 1985 تحت عنوان "إعترافات هيرشتاين" دراسة مقارنة للروايات المختلفة.نبذة الناشر:يعتبر هنري روك مؤلف أكثر الأطروحات تحقيراً في فرنسا، لقد منعت من غير أن تقرأ، ووضعت في قائمة الكتب المحرمة بدلاً من دحضها.
لقد شتم البعض المؤلف لأنهم كانوا غير قادرين على الرد عليه. هل عادت أيام محاكم التفتيش؟. لقد أتاح آندريه شيلان لكل فرد أن يكون لنفسه فكرة موضوعية عن هذه الدراسة التي أثارت جدلاً ذا أبعاد عالمية. هل ستشجع "قضية" روك هذه، بعد قضية فوريسون، على ظهور وعي جديد لدى مؤرخي الحرب العالمية الثانية الشبان؟
إن الاجتماعات العلمية الفرنسية الكبيرة، التي نظمت عقب قضية وريسون وقضية روك والتي كانت بالأحرى عبارة عن احتفالات تكفيرية لم تقدم للبحث الفرنسي أية فكرة سامية جداً في هذا المجال.
ومن المفارقات الغريبة للغاية، والمفارقات التامة، ملاحظة أن أطروحة روك هي أفضل ما يوجد في فرنسا في الساعة الراهنة.
البروفيسور جان ستينغرز - جامعة بروكسل الحرة إقرأ المزيد