طقوس الحزن في جنوب العراق ؛ تجليات المقدس وإسقاطات الرمز
(0)    
المرتبة: 222,205
تاريخ النشر: 25/02/2022
الناشر: دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ظهور طقوس الحزن منذ العصور القديمة ما هي إلَّا تعبير عن مدى القهر الذي عاناه الإنسان في حياته، لذا نجده يتمحور حول رمز من الرموز ليصنع منه إلهاً أو مقدساً سماوياً ليلتصق بمعاناته وحزنه ويعبر عن ذلك من خلال مجموعة طقوس مشحونة بعاطفة ومقيدة بنظام وقواعد يؤديها بتكرار، ليكون طقسه ...مقدساً، يمارس من خلاله صنوفاً من مظاهر الحزن ليفرغ ما في نفسه من حزن مكبوت وقهر متسلط، لينتقل مع الطقس من الزمن الحقيقي إلى الزمن المتخيل، فيبتعد بإحساسه وشعوره عن وجع الحياة وألمها، ويسعى إلى تفريغ شحناته السالبة عبر ممارسات يقوم بها يعتقد أنَّها تقربه نحو المقدس.
فالبكاء واللطم وجلد الجسد وتعريته وإراقة دمه والتطيّن ولبس السواد ما هي إلَّا مظاهر حزن تدل على عمق المعاناة التي يُعبر الإنسان فيها عن ذاته المقهورة والتي يعتقد أنَّها طقوس وشعائر إلهية وجب عليه تأديتها.
والحقيقة أن تلك الممارسات التي يقوم بها المشحون الجمعي هي إسقاطات عنيفة مكبوتة في الذات الإنسانية تحتاج إلى الظهور.
عرفت منطقة جنوب العراق الحزن منذ القدم ومارسته كطقوس، وارتبطت تلك الطقوس بالإعتقاد الديني، فأغلب تلك الطقوس كانت تقدم للآلهة، مع شعور الإنسان أن الإله يتدخل في تفاصيل حياته، فالخير والشر، من صنع الآلهة، وإن غضب الإله ورضاه يجعل الإنسان تعيساً أو سعيداً، لذا كان رضى الآلهة غاية لذلك الإنسان، لأنَّ الخصب والنماء واستمرار الحياة هادئة يتطلب أن يؤدي الإنسان طقوساً متعددة لإرضاء إلهه. إقرأ المزيد