تاريخ النشر: 21/02/2022
الناشر: مؤسسة الرحاب الحديثة
نبذة الناشر:ليس السلوك الصوفيّ نشاطَ عادة، ولا تأمّل فكر أو ترف عقل، كما أن ما تضمنته الكتابات الصوفية من حقائق لا يمكن أن تكون موضوعاً لمنهج بحث أكاديميّ، في تجريب نظرية نقدية، أو تحليل حالة نفسية؛ أمّا ما حُفظ من آثار القوم فيبقى في أحسن الأحوال أخباراً يتناقلها ...الرواة والمصنفون، أو ينفُض الغبار عن حروفها المحقّقون؛ وإن لم يُبرز دُرر عباراتها- بله إشاراتها- بعدُ الباحثون. وإلاّ فإن أهل التصوف لم يُـمْلُوا أو يُدوّنوا من أجل الإمتاع أو التعليم، ولم ينظموا مواجيدهم لمجرّد الإسماع أو الترنيم. وسابقاً سئل الإمام الشاذلي: لماذا لم تؤلف كتباً؟ فقال: كتبي أصحابي.
إن التصوف تعطّش وجودي لمعنى الكينونة، إنه ليس فلسفة تفكّر في صلة عالَم الذات بعالَم الأشياء فحسب، ولكنه منهاج عمل وتَعمّل لكي تنعتق الروح من مُلك هذين العالمَــــيْن وتعرجَ إلى مَلكوتَـــيْـــهما، فإلى ما بعد ذلك، إلى موطنها الأول الذي منه نزلت. وفي طريق الارتحال، يمكن أن تندّ عن روح العارج عبارات، قد تجرّدت من لبوسها الأرضيّ واكتست معنى جديداً من أنوار قائلها، لايني ذلك المعنى يعرُج، كلما ارتقت الروح في معارجها.
وما الكتابة هنا إلا نفحة من نفحات القوم، أو قبضة من آثارهم، تتحدّث عن نفسها من مواقع مختلفة، وفي مناسبات شتى. إقرأ المزيد