ميشال فوكو اليوم ؛ راهنيته والتلقي العربي لفكره
(0)    
المرتبة: 199,193
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار فاصلة للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:ما المدخل الأفضل إلى ميشال فوكو؟ كيف الولوج إلى فكره؟ ما الأسئلة الراهنة التي ما زالت تثيرُها فلسفته؟
إن السبيل إلى فهم فكر فوكو والولوج إليه هو محاولة الاقتراب والدنوّ منهُ، ووضع فلسفته على محك القرن الواحد والعشرين. بمعنى فحص راهنية فكره اليوم، ومحاولة ابتكار طرق جديدة لاستدعائه إلى الحاضر، وهو ...الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة التفكير في الحاضر، بالأخص التفكير في أنطولوجيا الحاضر. أليس هو مبتكر مفردة أو عبارة أنطولوجيا الحاضر (l’ontologie du présent) ؟ أليس استدعاء فكر فوكو دليل على الحاجة الملحة والمتجددة إلى فيلسوف من عياره؟ بل إلى الحاجة الملحة لمثقف من حجمه، ليس باعتباره مثقفا عضويا على غرار ما عناه غرامشي، ولا بوصفه مثقفا كونيا على غرار سارتر، و إنما بوصفه مثقفا متخصصا كان منخرطا في كل أشكال الاحتجاج بدءا من تأسيس - هو و ثلة من أصدقائه- هيأة لمراقبة السجن( GIP) . ألا تبدو راهنيته بوضوح فيما أبداه من إصرار على مقاومة جميع السلط بما فيها سلطة المعرفة، وفي ابتكاره لمفهوم تدبير الذات (Gouvernementalité de soi) ، واستعمال المتع مبرزا الحاجة إلى إعادة تأويل الذات ضدا على هيمنة الأنظمة والأنساق على الفرد المعاصر . تبدو أهمية استلهام فكر فوكو في مسألة حيوية وتتمثلُ في الحاجة الملحّة إلى صُنع وابتكار الذات أو ما يمكنُ تسميتُهُ بالفرنسية سيرورة التذويت (la subjectivation). إذا كان النمط الرقابي يخلق ذاتا خاضعة للتقنيات الرقابية، و النمط الطب -عقلي يخلق ذاتا تئنُّ تحت وطأة المرضي (le pathologique) ، فإن الحاجة تبدو ملحّة إلى ابتكار ذات متحررة من تقنيات السلطة. إقرأ المزيد