تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الثلج لا يسأل ولا يجيب، فجأة زهوره تنبعث من أغصان شجرة يابسة في الحقل المجاور، فجأة صباحه الأبيض يلقي السماء على الأرض ويبتسم مثل مصارع مغرور.
فجأة تسقط الوسادة على الفم ويمتلأ الهواء بالريش وتطير جوقات الحمام. "الحمامة لي. حمامة واحدة على الأقل. في ضلعها تنام أمي. من فمها استخرج حليبي" ...يقول الطفل وما من أحد على الضفة الأخرى من الساقية. "أقفز لتكون معي" تقول له الساحرة. تمد عصاها إليه. تلمسه برفق. "بقفزة واحدة سيكون العالم جميلاً. ولكن إياك أن تلتفت. أياك أن تنظر إلى الأسفل. انضم إلى حاشيتي وستكون سعيداً فجأة الثلج يغطي المحيط، كل محيط هو بحر للظلمات، هو قافية من غير شعر، هو يد سائبة ومفتاح لباب مفقود.
لقد سبقني صياح الديك إليك، سبقني الثلج إلى الموتى، سبقتني شجرة نارنج إلى صحن اللبلبي، يقول العراقيون: "ماء الحمص المغلي يشفي" وفيه شفاء إذن، شيء من العطر الذي يذهب إلى الطبقة العازلة بين الروح والجسد، الروح هي الأخرى تتنفس الأبخرة، حين تحلق وتجد نفسها أخيراً وحيدة لا بد لها من استحضار كل عادات الجسد، أمضى إلى بغداد، محاطاً بتلال من الثلج، أشير بأصبعي فتنبعث صورة بيت، خزانة العطار السرية، ستكون العائلة كلها هناك، الأب والأم والأخوات وروح الجد الحارسة، أتوهم أني وصلت، أتوهم أني دخلت إلى الحلم وأغلقت الأبواب من ورائي، أتوهم أني أتسلق سلماً لأصل إلى عيني أمي، "لا تنظر إلى الأسفل، وإلا سترى في فم الشيطان قبلة آخر امرأة تركتها من غير أن تلتفت إليها، المرأة التي تنتظرك حائرة منذ ثلاثين سنة". إقرأ المزيد