معجم تفسير القرآن بالقرآن
(0)    
المرتبة: 48,085
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
نبذة نيل وفرات:إن أول من رسم ملامح هذا الأسلوب القيم في التفسير، أي تفسير القرآن بالقرآن، هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نمت هذه الفكرة عند أئمة أهل البيت عليه السلام والصحابة ومن تبعهم رضي الله عنهم.
إن أغلب اتجاهات المفسرين الذين استخدموا هذا النوع من التفسير كانت لهم وقفات جيدة ...والتفاتات بارعة أغنت هذا الأسلوب التفسيريّ وساعدت على تطوره.
وجاءت اتجاهات أولئك الأعلام من المفسرين في ضوء مصنفاتهم على النحو التالي: 1- منهم من استخدم هذا النوع من التفسير وأفاد في تجلية آفاق النص القرآني والوقوف على أسراره وكنوزه ودقائقه وبلاغته، وإثبات تميزه في التعبير عن كلّ نصٍّ أرضي وسماويّ، وقد عني بهذا الإتجاه أكثر المفسرين، 2- ومنهم من استخدم هذا الأسلوب الأمثل في التفسير في بيان الملاحظِ والتوجيهات اللغوية والنحوية، وقد عُني بهذا الإتجاه عدد من المفسرين، واللغويين، 3- ومنهم من استخدم هذا الأسلوب التفسيري للدفاع عن القرآن بوجه الشكوك والمطاعن والأوهام التي أثيرت حوله أمام افتراءات أعدائه.
وقد اتضحت معالم الرؤية عند بعض الدارسين القدامى في هذا الأسلوب، إذ إن استشهاداتهم كانت تمثل صورة لتطور هذا النوع من التفسير التي كانت مبنية على تأويل مشكل القرآن وإزالة هذا الإشكال، ودفع الموهم والتناقض، ودفع التعارض الحاصل بين آي القرآن، وتأويل الآي الذي يصادم ظاهرهما أصلاً من أصول العقيدة الإسلامية بما يجلي الحقائق ويردّ الإشكالات في ضوء أسلوب القرآن وتأويل متشابه القرآن، وغير ذلك.
4- ومنهم من جمع بين اتجاهين من هذه الإتجاهات أو أكثر، 5- كذلك كانت هناك وقفات لبعض المفسّرين المحدثين الذين شاركوا بحركة التجديد في تفسير القرآن الكريم الذين أخضعوا التفسير للمفهوم الإجتماعي ولمقتضيات العصر ومتطلبات، والتوفيق بين جوهر الشريعة ومصلحة الإنسان العليا، بعد أن ابتعد المسلمون عن دينهم.
وكانت أفكارهم الإصلاحية تخدم الأمة الإسلامية للتعامل مع قضايا عالم الغيب والشهادة، وشؤون الدين والدنيا، وقواعد الموازنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، فقد رسموا منهجاً واضحاً في ضوء ترسمهم لهذا النوع من التفسير.
لقد أفاد المفسّرون القدامى والمحدثون على اختلاف ثقافاتهم وبئاتهم ومشاربهم من تفسير القرآن بالقرآن على تفاوت بينهم في تعميق النظر في القرآن والإستشهاد به.
فهذا النوع من التفسير لم يكن واقفاً على الأهل الأثر؛ بل كان أهل الرأي والعقل يفيدون منه، كذلك في توضيح بعض المسائل العقدية والكلامية لدعم حججهم وآرائهم عند بيانهم معاني القرآن، وكان هذا واضحاً عند مفسري المتذلة والشيعة وتكليمهم كذلك عند أهل السنة.
وبالعودة، فإن هذا المعجم قد استعى مادته في ضوء الشواهد القرآنية من مصادر كثيرة ومتنوعة يتصل بعضها ببعض بذلك التراث الضخم من الموسوعات القديمة والحديثة التي عنيت بتفسير القرآن الكريم، ويرتبط بعضها بكتب علوم القرآن والقراءات القرآنية، بعض كتب اللغة ومعاجمها، والكتب الخاصة بميادين البلاغة، وجاء معنى الآيات الكريمة المُفَسَّرة والمفسِّرة المذكورة في المعجم على نحو الإيجاز المركز من أجل الإبتعاد من الإطالة قدر الإمكان، ولتحقيق الفائدة للباحثين والدارسين في ضوء الوقوف على الآيات التي تفسّر بعضها بعضاً لسبر أغوارها ومعرفة موضوعاتها واستيضاح مقصدها.
وعليه، فإن هذا المعجم الذي ضم ألفاً وثلاثمئة وخمساً وستين آية تم تصنيف آيات بحسب ترتيب ووردوهما في السور القرآنية، وترتيب السور بحسب وردوهما في المصحف الشريف لتسهل على القارئ معرفة الآيات والرجوع إليها وتتبعها في السور القرآنية.
ويذهب واضع هذا المعجم في تفسيره القرآن بالقرآن إلى أبعد من جعل الآية الثانية بياناً أو توكيداً للآية الأولى المفسّرة فقط؛ بل جعله يشمل صوراً أخرى أهمها: التقابل بين الآيات، والموازنة في المعنى، أو التضاد، أو التنظير، وصولاً إلى عمق المعنى القرآني وتكامله من جميع الوجوه وتقريب فهمه بأسلوب تعبيري هادف.
وأخيراً يمكن القول، مما تقدم من خطة تنسيق ومنهج متّبع في التأليف، يعدّ هذا المعجم خطوة جادة ومشرقة في مسيرة كتاب الله العظيم لأول معجم خاص بتفسير القرآن بالقرآن اتسّع لألف وثلاثمائة وخمس وستين آية، بعد النظر والتأمل والفهم الدقيق لآيات القرآن الكريم وتوأمتها مع أختها.
أمضى فيه المؤلف العمل سنين متعددة لمواصلة الخطى في هذه الرحاب المباركة، أخلص فيه القصد القصد لله تعالى والإقتراب إليه في خدمة هذا النصّ الإلهي المعجز، والوقوف على أسراره وكنوزه وإعجازه. إقرأ المزيد