تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:خطا علم اللغة خطوتين تخلصه مما يشوبه من المفاهيم المجردة العامة، وتخرج الدراسات اللغوية من حيز الفلسفة لتدخله في ميدان الملاحظة والتجربة الخطوة الأولى تراجعه عن الخوض في المسائل الغيبية كالحديث عن الأصل التوقيفي للغة، ثم بدأ يخطو الخطوة الثانية بإيثاره البحوث الحسية، وباستخدامه الأدوات التي يستخدمها علماء الفيزياء، ...فأدخل المخابر والأجهزة الإلكترونية المعقدة في دراسة الأصوات، كما استعان بالوسائل والأدوات التي يستخدمها علماء التشريح والفسيولوجيا في دراسة أعضاء النطق عند الإنسان من الشفتين والأسنان إلى اللسان فالحنجرة، وراح يقسم على ضوئها لغات البشر إلى فصائل، ويقسم البشر أنفسهم إلى مجموعات على أساس لغوي، وشرع يفسر الظواهر اللغوية تفسيراً حسياً مستنداً إلى الملاحظة والاستقراء، وممعناً في الاستقصاء والإحصاء، وبدأ يضع القوانين التي تلخص هذه الملاحظات المحسوسة الملموسة غير متأثر بالآراء الموروثة.
وإذا كان فقه اللغة يدرس الفصحى القديمة المحفوظة في المعجمات، وكتب الأدب ودواوين الشعر والقصص الحديثة المتداولة في الجامعات والصحف، ويترفع عن دراسة اللهجات العامية، فإن الاتجاه العلمي الذي التزمه علم اللغة يحمله على دراسة اللغات في واقعها المعيشي إلى جانب دراستها في ماضيها المنقول إلينا، سواء أكنا نأخذ بهذا الماضي أم ننبذه. في هذا السياق تأتي مباحث هذا الكتاب في علم اللغة.
عالج الكتاب أربعة مباحث: أولها صلة علم اللغة بغيره من العلوم اللغوية والإنسانية. وثانيها نشأة اللغة وتطورها وانقسامها إلى فصائل، وخص بالاهتمام فصيلة اللغات السامية، لأنها الشجرة التي تفرعت منها العربية. وثالث هذه المباحث المناهج التي انتهجها الدارسون قدماؤهم والمحدثون، وفي هذا الباب حاول الكتاب أن يضع مناهج العرب القديمة في أمكنتها من المناهج القديمة والحديثة التي انتهجها الغربيون. ورابعها الجوانب أو الموضوعات التي يدرسها علم اللغة وأبرزها أربعة وهي 1-الجانب الصوتي، وفيه عرض الكتاب دراسة العرب للأصوات: أعضائها ومخارجها وصفاتها. وشفعها بالدراسة اللسانية الحديثة: مصطلحاتها ونظرياتها وتحليلاتها، الجانب الصرفي وقد ورد فيه أبرز المصطلحات اللسانية الحديثة. بالإضافة إلى أبرز المصطلحات اللسانية الحديثة، والصيغ الصرفية. 3-الجانب النحوي وفيه أولى الكتاب طرائق اللسانيات في تحليل المركبات الاسنادية اهتمامه الأول، فعرضها وفق أبرز الاتجاهات اللسانية: الاتجاه الوظيفي-الاتجاه التوزيعي، والاتجاه التحويلي. وفي الجانب الرابع، وهو الدلالي، اتجهت الدراسة إلى الكشف عن الصلة بين اللفظ والمعنى، وإلى وضع الدلالة بين الاشتقاق والسياق، ثم إلى دراسة الظواهر الدلالية وفق النظريات القديمة والنظريات الحديثة، وتم تتبع عوامل التغير الدلالي وصوره تتبعاً يدعم الرأي بالدليل، ويشفع الحكم بالشاهد. ولم ينسى الكتاب في أن يكون رحب الأفق شامل النظرة، يقرن لغة العرب بلغات الأجانب مخصصاً اللغتين الانكليزية والعبرية بالقدر الأوفى من هذه المقارنة لشيوع الأول بين العرب، وقربها من أذهانهم، ولانتماء الثانية إلى فصيلة اللغات السامية، وهذا الانتماء وحده يجعل العبرية أجدر اللغات السامية بالدرس المقارن، لأنها من أشبه الساميات الباقية بالعربية في المفردات والاشتقاق والصيغ والتراكيب.نبذة الناشر:لما كانت اللغة أصواتاً يعبر بها كل قوم عن أغراضهم كان علم اللغة ألصق العلوم الإنسانية بالإنسان: ضميره وشعوره، تفكيره وتعبيره، وأقربها إلى النفس، وأجدرها بالدرس.
وهذا الكتاب استعرض الدراسات اللغوية قديمها والحديث، عربيها والأجنبي، واختار منها ما يعتقد أنه أولى بالعناية من سواه، فقاده الاختيار إلى دراسة أربعة مباحث: أولها تحديد علم اللغة، وربطه بغيره من العلوم. وثانيها نشأة اللغة وتطورها، وتوزعها إلى فصائل. وثالثها المناهج التي انتهجها الدارسون القدماء والمحدثون. ورابعها أبرز الموضوعات التي عالجها علم اللغة، وهي: الأصوات، والصيغ الصرفية، والتراكيب النحوية، ودلالات الألفاظ.
وقد حرص هذا الكتاب، وهو يوازن ويقارن، على أن يكون رحب الصدر، شامل النظرة، يقيس لغة العرب بغيرها من اللغات، غير متعصب للغة، أو لتليد على جديد، وغير مسرف في التقيد بقيود المصطلحات اللسانية الحديثة. بل اقترب منها إلى الحد الذي لا يبعده عن القارئ العربي، وأخذ منها المقدار الذي لا يطغى فيه ابتداع الغرب على أصالة العرب.
وهكذا فاز بالجدة، ولم يفتقر إلى العراقة. إقرأ المزيد