تاريخ النشر: 17/02/2021
الناشر: دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يحتلُّ دينو بوتزاتي (1906 - 1972) موقعاً متميزاً وخاصاً في الأدب الإيطالي المعاصر: إنّه روائيٍّ وقصّاص، وكاتب مسرحيٍّ، وشاعرٌ وصحافيٌّ لامعُ، ورسّام.
كتب دينو بوتزاتي أعمالّه الأدبيّةَ في فترة تميّز فيها الأدبُ الإيطاليُّ بطغيان الواقعيّة الجديدة، فلم يُجار هذا التيّار، بل نهج طريقة "الفانطاستيك"، للتّعبير عن قضايا فلسفية وتاريخية كانت تشغل ...إيطاليا الثلاثينيات، أثناء صعود الفاشية، فاستثمر كلَّ إمكاناته وأشكاله، مُعبّراً عما سمّته نيلاّ جيانيتوب (شجاعة التخيُّل).
وتكمن مفارقةُ بوتزاتي في كونه كاتباً معروفاً، ومشهوراً على نطاق عالميّ واسع، فيما ظلَّ مُهمَّشاً ومُبعَداً عن دائرة الإهتمام النقديّ في وطنه، سيتّهمه هذا النقدُ بفقر أفكاره وأسلوبه، وبعدم إهتمامه بالسّجلات الثقافية الكبرى، وبأصوله البورجوازية، وبنزعته الإيديولوجية الماضوية، وفي الجملة، سيرى في أعماله: غيابَ كلّ مشروع إيديولوجيّ.
لقد عبّر بوتُزاتي على طريقته الخاصّة، أيّ منتهجاً أسلوباً ينزاح عن هيمنة الواقعية، عن إحتجاجه ونقده للعقيدة الموسولينية، إنّ ما سلكه كُتّابّ إيطاليّون آخرون من نقّدٍ للظّواهر الإجتماعيّة والسياسيّة وهم يتوسّلون كتابةً واقعيّةً - حقيقيّةً، نهض به دينو بوتزاتي وهو يختار اسلوبَ الكتابة الفانطستيكية.
في 1966 ستُحقّق آثارُ بوتزاتي الأدبيةُ شُهرةً ذاع صيتُها في العالم، سواء من حيث الإهتمامُ البالغُ الذي أبداه النّقدُ لأعماله، أو بفضل عَدُّه واحداً من مجموعة الكُتّاب المتمرّدين الذين يُزّعِجون التّصوُّرات التي وَقَرَت في الأذهان، ويُرْبِكون المُواضعات الثقافيةَ التي دأب الجُمهورُ عليها واطْمأنّ إليها، ويُخلْخلون علاقاته الطبيعيةَ التي أقامها مع الواقع، ومقارنته بأعلام أدب الفانطستيك الكبار، وخاصة فرانتس كافكا الذي قال عنه بوتزاتي: (أحْسُبُه، منذ الآن فصاعداً، صَليباً سيتعيَّنُ عليّ حَمْلَّه ما عشْتُ) وقد أجمع الدّارسون لأدبه ونقادُّه على وجود هذا التقارب والتأثّر بين كاتب (التّحوّل) ومؤلّف (صحراء التّتار).
يُعَدُّ دينو بوتزاتي، بحقّ، كاتبَ القلق الإنسانيّ الذي استقصى في رواياته، كما في مجاميعه القصصيّة، وجُوهَ هذا القلق المُتعدّدة التي تشغل بال الكائن، فنجده يتحدّث في آثاره الأدبيّة عن مطامح الإنسانَ التّافهة، وأهوائه العبثية، وعن إنتظاراته الكُبّرى، وعجزه عن التّحكُّم في قدّره الخاص، وفي ترقُّبه لشيء لا يأتي يُنْفِقُ زمنَه المحدودَ كلَّه في الشّوق إليه.
تُعبّر نصوصُ بوتُزاتي عن الألغاز والهموم التي يحفل بها واقعُ الإنسان اليوميُّ، كالموت الذي يتهددُّه، وكوابيس المعيش التي تترصّده، وخيباته المريرة في هذا الوجود الأخرق، وعبثيته فيه.
(إنّ الفانطستيك عند بوتزاتي وسيلةً ناجعةً لنقد مواطن الضّعف البشرية، والتعطُّشِ للسُّلطة، والجَشَعِ، والخِسّة). إقرأ المزيد