لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

يا مال الشام

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 97,728

يا مال الشام
14.25$
15.00$
%5
الكمية:
يا مال الشام
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: مطابع ألف باء
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بيوتنا... سقى الله أيامها، بيوتنا العربية الدمشقية التي انهدمت أمس وما تزال تنهدم اليوم.. "وميّة الشام " هي أطيب ماء في العالم، إلّا أنني تعوّدت أن أِشربها أحياناً مع المازهر كأمي وخالتي وعمتي. وهو تقليد دمشقي أحب أن يظلّ حيّاً في بيتي وبيوت أهل الشام، وأتمنى لو يمتد عبر ...الدمشقييّن القدامى من الدمشقييّن المعاصرين إلى الدمشقييّن المقبلين. لا أذكر أني قدمت فنجان القهوة لضيوفي في صينية إلّا ومعه كأس الماء البارد، وقمقم المازهر وفنجان قهوة آخر فيه ماء بلا بن وفيه فلّة أو زنبقة أو زهرات ياسمين لو أتاني ضيوفي صيفاً، أو "وردة دمشقية" حمراء بلون شمس العصر، أو قرنفلة بيضاء أو بضع بنفسجات مع أوراقها الطرية لو أتاني ضيوف في شتاء تحت المطر.
وكم يحتار ضيفي هل يشرب القهوة؟ أم يشرب البنفسجة؟ أم يشرب المازهر؟ أم يشرب الشام؟! وخالة أمي، "أم جعفر" أخت ستي "أم عزيزة" كانت تصلي صلاة الصبح حاضر، ثم تشرب قهوة الصباح في مشرقة بيتها مع "شقف" زريعتها المدللة، وتجلس "لتقطف" على "فلاتها" مع طلوع الضو.. وأنا أشرب قهوتي مع فلّة واحدة... وبين زمني وزمن خالتي ألف فلّة وفلّة.. في مشرقة خالتي وديارها ألف تنكة فلّ، وفي ديار بيتنا العربي العتيق ومشرقته ألف تنكة فلّ، وفي شرفة بيتنا الاسمنتي الحديث تنكة فلّ واحدة بقيت لي من "ريحة أُمّي، هي فلّة أمّي، أسقيها وأدللها وأخاف عليها.. وأحاول في هذا الزمن أن أعوض عن تنكات الفلّ التي كان بعتني بها أبي بيديه، "ويقصقصها" ويربيها كما يربينا على العزّ والدلال، والتي كانت تسقيها أمي الشاي البارد بلا سكّر، و"الاجاز" تأتي به من عند "برو العطار" وتطعمها من حبات قلبها كما تطعمنا وتسقينا.
أحاول إعادة الزمن إلى الوراء، بأن أُسقي فلّة أمّي بماء القلب، بأن أرشّ "دمعة المي" بالمازهر.. فترتد روحي إلى صدري وأتذكر أني ما زلت بالشام، أعوض مافات بأن أنفخ في صدور الدمشقيين الشباب الروح الدمشقية العظيمة التي تقدّس وتحب الله والإنسان والحياة والحب والأرض والحيوان والنبات والماء والشمس والقمر والجبل والنهر.. حبي للشام، ولكل من يحب الشام، لا حدود له يعادل حبي للإنسان.. للإنسانية.. للعالم.. للحياة.
وإذا كان للمدن روح، فانا أحسّ إحساساً صوفيّاً ونظرياً حقيقياً عميقاً بأنّي "روح الشام" منذ خمسة آلاف سنة مرّت وحتى خمسة آلاف سنة آتية.. الشام تشدّ المؤمنين والمتصوفة، لأنها كما تؤكد العجائز المؤمنات من نسائها: "الشام سرّها مقدّس والله حاميها"، ولأنها "شام شريف" كما يعتقد الحجّاج المارّون بها إلى الأراضي المقدّسة، وإلى "القدس" وإلى "مكّة المكرمة" لأداء فريضة الحج، ولأنها المدينة الفاضلة كما يؤكّد المهاجرون من سكّانها اللاجئين إليها عبر التاريخ، الذين اختاروها وطناً ثانياً لهم يضمهم بحنان وحب وكرم.
قلب ما تعوّد إلّا أن يحبّ ويضمّ.. الشام المدينة القديمة تتعشق عمري كما تتعشّق "عروق الياسمينة" خشبات الدرابزين المسوس على درج بيتنا العالي الذي تخيّم عليه دالية العنب الزيني، وكما تتعشق أوراق "الخميسة" حيطان وسقوف وشبابيك وبيوت حارتنا.. خط عمري من أوله إلى مالا نهاية يتعشق هذه المدينة العتيقة "الشام" كما تتعشق "الستاتي" قمريات ومندلونات قاعات وصاليات ومربعات أهلياني في حارات: البحصة والشالة وقولي والمفتي والورد والعبيد وبندق والسمانة "محل ما ضوّع القرد ابنه"، والعمارة، ومادنة الشحم والشاغور وباب بريد والقنوات والبريدي والسويقة وعسقلان وباب مصلى ومز القصب.. الشام حيّ ربيعي وصيفي وخريفي وشتائي.. دمشق هي أهل الشام وأهلي.. تمت ولادة "الشام" الأصيلة من رحم الروح عندي، وصوت أمّاً لأكبر بنت.. يكاد "قدري" يضيعني حيرة، بين أن أطون بنتاً للشام أو أمّاً روحية للشام!! بين أن أسكن الشام أو تسكنني الشام [...] وكأنها عاشقة الشام.. ما أنت إلى هذه الدنيا إلّا لتكون دمشقية، تفهم الشام وتحبها وتكتب عنها.. ترسمها وتحملها في داخلها وتمشي.. ترسم لوحات حارّة الألوان عن حاراتها وعن أهلها وحياتها وماضيها... وما تكتبه سهام ترجمان عن الشام في كتابها هذا إنما تكتبه روحها...بل الشام نفسها العصفورة التي بنت عشّاً لها في صدرها فيه تغني.. وفيه تطعم صغارها وفيه تنام...
أجادت الكاتبة إلى حدّ بعيد في تصوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفنيّة للشام في الفرتة الممتدة أواخر القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر بما حملته هذه الفترات من شؤون وشجون... رسمت تفاصيل بكل ما روته بدقة.. وباسلوب ممتع وبلغة تتقلب بين العامية والفصحى، فاسحة المجال في ذلك للقارئ بأن يعيش أجواء الشام وأهلها مسترقاً السمع إلى أحاديثهم وأقوالهم وأمثالهم وحكمهم.. ومُمتّعاً نظره بكل ما تمتّعت به الشام العتيقة من تراث حَفِلَ بمعالم الجمال والجلال التاريخي والطبيعي والانساني...
وكلمات لدمشق.. للشام اليوم.. همس بها الشاعر أحمد شوقي: سلام من صبا بردى أرق - ودمعٌ لا يكفكف يا دمشق/ ومعذرةُ اليراعة والقوافي – جلال الرزء عن وصفٍ يدق/ وذكرى عن خواطرها لقلبي – إليك تلفُت أبداً وخفق/ وبي مما رمتك به الليالي – جراحات لها لفي القلب عمق/ تكاد لروعة الأحداث فيها – تخال من الخرافة وهي صدق/ وقيل معالم التاريخ دُكّت – وقيل أصابها تلفٌ وحرقُ/ سماؤك من حُلى الماضي كتاب – وأرضك من حلى التاريخ رقَّ/ جزاكم ذو الجلال بني دمشق – وعزّ الشرق أوله دمشق.

إقرأ المزيد
يا مال الشام
يا مال الشام
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 97,728

تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: مطابع ألف باء
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بيوتنا... سقى الله أيامها، بيوتنا العربية الدمشقية التي انهدمت أمس وما تزال تنهدم اليوم.. "وميّة الشام " هي أطيب ماء في العالم، إلّا أنني تعوّدت أن أِشربها أحياناً مع المازهر كأمي وخالتي وعمتي. وهو تقليد دمشقي أحب أن يظلّ حيّاً في بيتي وبيوت أهل الشام، وأتمنى لو يمتد عبر ...الدمشقييّن القدامى من الدمشقييّن المعاصرين إلى الدمشقييّن المقبلين. لا أذكر أني قدمت فنجان القهوة لضيوفي في صينية إلّا ومعه كأس الماء البارد، وقمقم المازهر وفنجان قهوة آخر فيه ماء بلا بن وفيه فلّة أو زنبقة أو زهرات ياسمين لو أتاني ضيوفي صيفاً، أو "وردة دمشقية" حمراء بلون شمس العصر، أو قرنفلة بيضاء أو بضع بنفسجات مع أوراقها الطرية لو أتاني ضيوف في شتاء تحت المطر.
وكم يحتار ضيفي هل يشرب القهوة؟ أم يشرب البنفسجة؟ أم يشرب المازهر؟ أم يشرب الشام؟! وخالة أمي، "أم جعفر" أخت ستي "أم عزيزة" كانت تصلي صلاة الصبح حاضر، ثم تشرب قهوة الصباح في مشرقة بيتها مع "شقف" زريعتها المدللة، وتجلس "لتقطف" على "فلاتها" مع طلوع الضو.. وأنا أشرب قهوتي مع فلّة واحدة... وبين زمني وزمن خالتي ألف فلّة وفلّة.. في مشرقة خالتي وديارها ألف تنكة فلّ، وفي ديار بيتنا العربي العتيق ومشرقته ألف تنكة فلّ، وفي شرفة بيتنا الاسمنتي الحديث تنكة فلّ واحدة بقيت لي من "ريحة أُمّي، هي فلّة أمّي، أسقيها وأدللها وأخاف عليها.. وأحاول في هذا الزمن أن أعوض عن تنكات الفلّ التي كان بعتني بها أبي بيديه، "ويقصقصها" ويربيها كما يربينا على العزّ والدلال، والتي كانت تسقيها أمي الشاي البارد بلا سكّر، و"الاجاز" تأتي به من عند "برو العطار" وتطعمها من حبات قلبها كما تطعمنا وتسقينا.
أحاول إعادة الزمن إلى الوراء، بأن أُسقي فلّة أمّي بماء القلب، بأن أرشّ "دمعة المي" بالمازهر.. فترتد روحي إلى صدري وأتذكر أني ما زلت بالشام، أعوض مافات بأن أنفخ في صدور الدمشقيين الشباب الروح الدمشقية العظيمة التي تقدّس وتحب الله والإنسان والحياة والحب والأرض والحيوان والنبات والماء والشمس والقمر والجبل والنهر.. حبي للشام، ولكل من يحب الشام، لا حدود له يعادل حبي للإنسان.. للإنسانية.. للعالم.. للحياة.
وإذا كان للمدن روح، فانا أحسّ إحساساً صوفيّاً ونظرياً حقيقياً عميقاً بأنّي "روح الشام" منذ خمسة آلاف سنة مرّت وحتى خمسة آلاف سنة آتية.. الشام تشدّ المؤمنين والمتصوفة، لأنها كما تؤكد العجائز المؤمنات من نسائها: "الشام سرّها مقدّس والله حاميها"، ولأنها "شام شريف" كما يعتقد الحجّاج المارّون بها إلى الأراضي المقدّسة، وإلى "القدس" وإلى "مكّة المكرمة" لأداء فريضة الحج، ولأنها المدينة الفاضلة كما يؤكّد المهاجرون من سكّانها اللاجئين إليها عبر التاريخ، الذين اختاروها وطناً ثانياً لهم يضمهم بحنان وحب وكرم.
قلب ما تعوّد إلّا أن يحبّ ويضمّ.. الشام المدينة القديمة تتعشق عمري كما تتعشّق "عروق الياسمينة" خشبات الدرابزين المسوس على درج بيتنا العالي الذي تخيّم عليه دالية العنب الزيني، وكما تتعشق أوراق "الخميسة" حيطان وسقوف وشبابيك وبيوت حارتنا.. خط عمري من أوله إلى مالا نهاية يتعشق هذه المدينة العتيقة "الشام" كما تتعشق "الستاتي" قمريات ومندلونات قاعات وصاليات ومربعات أهلياني في حارات: البحصة والشالة وقولي والمفتي والورد والعبيد وبندق والسمانة "محل ما ضوّع القرد ابنه"، والعمارة، ومادنة الشحم والشاغور وباب بريد والقنوات والبريدي والسويقة وعسقلان وباب مصلى ومز القصب.. الشام حيّ ربيعي وصيفي وخريفي وشتائي.. دمشق هي أهل الشام وأهلي.. تمت ولادة "الشام" الأصيلة من رحم الروح عندي، وصوت أمّاً لأكبر بنت.. يكاد "قدري" يضيعني حيرة، بين أن أطون بنتاً للشام أو أمّاً روحية للشام!! بين أن أسكن الشام أو تسكنني الشام [...] وكأنها عاشقة الشام.. ما أنت إلى هذه الدنيا إلّا لتكون دمشقية، تفهم الشام وتحبها وتكتب عنها.. ترسمها وتحملها في داخلها وتمشي.. ترسم لوحات حارّة الألوان عن حاراتها وعن أهلها وحياتها وماضيها... وما تكتبه سهام ترجمان عن الشام في كتابها هذا إنما تكتبه روحها...بل الشام نفسها العصفورة التي بنت عشّاً لها في صدرها فيه تغني.. وفيه تطعم صغارها وفيه تنام...
أجادت الكاتبة إلى حدّ بعيد في تصوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفنيّة للشام في الفرتة الممتدة أواخر القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر بما حملته هذه الفترات من شؤون وشجون... رسمت تفاصيل بكل ما روته بدقة.. وباسلوب ممتع وبلغة تتقلب بين العامية والفصحى، فاسحة المجال في ذلك للقارئ بأن يعيش أجواء الشام وأهلها مسترقاً السمع إلى أحاديثهم وأقوالهم وأمثالهم وحكمهم.. ومُمتّعاً نظره بكل ما تمتّعت به الشام العتيقة من تراث حَفِلَ بمعالم الجمال والجلال التاريخي والطبيعي والانساني...
وكلمات لدمشق.. للشام اليوم.. همس بها الشاعر أحمد شوقي: سلام من صبا بردى أرق - ودمعٌ لا يكفكف يا دمشق/ ومعذرةُ اليراعة والقوافي – جلال الرزء عن وصفٍ يدق/ وذكرى عن خواطرها لقلبي – إليك تلفُت أبداً وخفق/ وبي مما رمتك به الليالي – جراحات لها لفي القلب عمق/ تكاد لروعة الأحداث فيها – تخال من الخرافة وهي صدق/ وقيل معالم التاريخ دُكّت – وقيل أصابها تلفٌ وحرقُ/ سماؤك من حُلى الماضي كتاب – وأرضك من حلى التاريخ رقَّ/ جزاكم ذو الجلال بني دمشق – وعزّ الشرق أوله دمشق.

إقرأ المزيد
14.25$
15.00$
%5
الكمية:
يا مال الشام

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 3
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 367
مجلدات: 1
يحتوي على: صور/رسوم

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين