الرضاب المعسول بالحب عند الرسول صلى الله عليه وسلم
(0)    
المرتبة: 184,017
تاريخ النشر: 21/02/2020
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة الناشر:ديننا الإسلامي دين الحبّ، ولا تعارض بين تعاليمه وبين هذه القيمة الجميلة، بل إن الإسلام وضعها في أرقى المراتب، وحصّنها بكل الضوابط وعمل على توجيهها وتهذيبها وتوسيع مجالاتها حتى لا تنصبّ على مجال معين، بل أن تكون ملء الحياة، في صورتها الإنسانية البعيدة عن الشهوة البهيمية السائبة، وأن تكون دافعاً ...للحياة الكريمة التي تقرب العبد من ربّه لا أن تنأى به عنه.
ومن يتنفّس عبير سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويتفيّأ ظلالها الوارقة، يوقنُ أن الحبّ كان ركناً ركيناً في كل علاقاته صلى الله عليه وسلم، بدءاً بعلاقته بالله تعالى، وإنتهاء بعلاقاته العائلية الخاصة أو المجتمعية العامّة.
بيّد أنّه لم يُنقل عنه - صلى الله عليه وسلم - خطابات تتغنّى بالحبّ، ولا قصائد تتغزّل بالمحبوب، ولا نثريات تُذهل القلوب الرقيقة، بل إنّ العبارات الصريحة المفصحة عن مكنونات قلبه، والتي نقلتها كتب الحديث والسيرة، شكّلت جزءاً يسيراً من منظومة الحبّ في قلب النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم، أما باقي الأجزاء فكانت سلوكاً ومعاملة ترجعت خوالج هذا القلب الذي تتابع نبضه بالحب إلى آخر رمق في حياته.
والحديث عن الحبّ بشكل عام وحبّ المولى عزّ وجلّ بشكل خاص من الأحاديث التي تناولتها أقلام علمائنا الأجلاء فألفوا فيها عدة كتب كانت النبراس الذي يضع الحبّ في نطاقه الشرعي بعيداً عن خيالات القصصيين والشعراء.
أما الحبّ في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تُفرد به كتب خاصة تعالجه بإستثناء ما ضمته ثنايا "الشفا" من مباحث متفرقة، وما ألفه بعض الكُتاب عن جوانب مختلفة في الحب النبوي ككتاب "حبّ الرسول للنساء" لعبد الله كنون، وحبّه صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة كأسامة بن زيد من خلال كتاب "أسامة بن زيد حِبّ الرسول صلى الله عليه وسلم "للدكتور وهبة الزحيلي، لذا فإنّ كتابي هذا لا أدعي أن ما به هو من قبيل الإبتكار أو التجديد في الفكرة بقدر ما يسعى لجمع ما تفرق في الكتب والتنسيق بينها مع تسليط الضوء على واقع المحبة النبوية في عصرنا الحالي والتذكير بالعلاج السليم للداء الذي ألّم بالأمة والذي يعتبر تصحيح حبّنا لنبينا عليه الصلاة والسلام جزءاً مهماً في سبيل تقويم مسارنا. إقرأ المزيد