العائدون ؛ التطرف في السجون بين الحجر الأيديولوجي وبرامج التأهيل
(0)    
المرتبة: 189,807
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هناك حالة قلق وتخوّف من عودة مقاتلي " تنظيم الدولة الإسلامية البريطانيين في سوريا " ، وكذلك مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " من العودة إلى بلادهم ، وهناك تصريحات من قِبَل وزير التطوير في بريطانيا ، وكذلك مبعوث الولايات المتحدة في قوات التحالف ضد تنظيم داعش ، ...بما يفيد أن هؤلاء لديهم الرغبة الأكيدة من أن " المقاتلين " يموتون هناك ، في سوريا ، كما صرّح المبعوث الأميركي ، أو أنّ الطريقة الوحيدة للتعامل مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية البريطانيين في سوريا هي قتلهم جميعاً " وذلك كما صرّح دي ستيوارت وزير التطوير الدولي في بريطانيا . فهؤلاء المقاتلون الناجون من الموت قد عاد قسم كبير منهم بالفعل إلى أوطانهم ، وعادت معهم الإيديولوجيات والأفكار المتطرّفة التي يحملونها . إن الحجز في السجون هي أوّل الحلول التي تطلّ برأسها للتعامل مع هذه الفئة ؛ سواء أكان ذلك في العالم الغربي أم العربي الإسلامي ، لكن يبقى السؤال المهم الذي يحاول هذا الكتاب الإجابة عليه : هل يكفي الحجز في السجون للقول بأن خطر هذه الفئة قد زال . من هنا يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله تسليط الضوء على منطقة معتّمة لم تحظَ بالإهتمام اللازم من قِبَل الدول في جهودها وسياساتها الهادفة إلى مكافحة التطرّف والإرهاب ، وفي الوقت نفسه يلفت انتباه صانعي السياسات الأمنية وغيرها إلى واجب أساس آخر يوكَلُ إليهم وهو ما يتعلق بالمحتجزين لديهم من نزلاء قضايا التطرّف والإرهاب في سجون دولهم . فلا زال كثيرون يعتقدون أنّ محاكمة الإرهابيين وتنفيذ عقوبة السجن بحقهم هي بمثابة الفصل الأخير الذي يسدل على زوال الخطر والتهديد الذي تفرضه هذه الفئة من الأفراد ، ولكن الواقع الذي يدركه الأمنيون أكثر من غيرهم يؤكّد أن حجزهم في السجون ما هو إلا بداية فصل جديد من سلسلة جديدة من المخاطر والتهديدات الأمنية ، ولا مبالغة في القول أنّها لا تقلّ خطورة عن نشاطهم خارج السجون . ويثبت المؤلف في ثنايا بحثه هذا بأن ذاك فهم خاطئ ويجانب الحقيقة ، تلك الحقيقة التي تدعو إلى قراءة التاريخ وأخذ العبرة من أحداثه . يطرح المؤلف عن برامج متعددة تفيد من درء خطر هذه الفئة أي " العائدون " الذين يكونون أكبر من أعداد من المقاتلين العائدين إلى أوطانهم ، والذين يمثّلون ظاهرة لصيقة بالمجتمعات كافة . سوف يتحدث المؤلف بشكل مفصّل تلك البرامج المقترحة من حيث تطبيقها وفلسفتها ومعايير نجاحها والنتائج التي حققتها ، ثم يجري ما يشبه المقارنة بينها وبين ما أثير حولها من جدل فقهي ، والسمات التي تميّزها عن الجهود التي تختلط على البعض ؛ مثل جهود مكافحة الراديكالية ، وجهود فك إرتباط الأفراد بالمجموعات المتطرّفة ، وأمر آخر يحاول المؤلف تسليط الضوء عليه في تمهيد للحديث عن برنامج إعادة التأهيل والإصلاح لنزلاء التطرّف والإرهاب ، ليتوقف مطوّلاً في بعض المفاهيم المركزية في هذا الحقل ، وأهمها مفهوم الراديكالية ، وهذا المصطلح الغربي الذي يصف حالة التطرّف الفكري ، مؤكداً أنّه ليس من دعاة المصطلحات الغربية وفرضها قسراً ، مبيّناً أنّه وفي الوقت ذاته لا ينكر انحيازه لذلك المصطلح " الراديكلية " في الجماعات ذات المنشأ العربي والإسلامي . . . . . إقرأ المزيد