قصص مؤثرة من واقع الحياة ( من الماضي والحاضر )
تاريخ النشر: 14/12/2022
الناشر: دار المبادرة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ما أكثر المنازل التي احترقت بسبب هذا الدهر العتيق، ذلك أنه لا يجوز تعليم الثعلب الحيلة، وما هي الحاجة لتعليم الذئب! راقة الدم، فكفاه مخالبه الحادة أستاذاً له، فأنّقم بالسرور لو تستطيع، فإنك تبقى كثيراً في هذه الحسرة، وما دمت تعلم أن الدنيا غادرة، فلا ينبغي ربط القلب بالغدر، ...فالوفي هو من يعامل بحسن برأيه من ليسوا أوفياء بغير وفاء.
فما دامت الغاية من هذه الدنيا ستصير في النهاية تراباً، فإنها تراب، فرغم أن العمر يعطي كل ليلة سروراً جديداً، فإنه لا يساوي شعيرة حينما يعطي الغمّ في النهاية، ورغم أن القطّ يلمس ظهر وليده، فإن بمقدوره أن يمزق جانبه بأسنانه كذلك، فأوراق الضيق في الدنيا كثيرة، والمسرة نادرة، أما المحنة فأغصانها وفيرة، فإذا تهيأ لك مرادك من الدنيا فاسعد به، وإلا فلتحتمل القضاء، فالحياة بغير المراد ليس أقل من الموت، وحينما يتحقق المراد فلا غمّ من الموت...
يا إلهي لقد سطرت الأبيض والأسود في اللوح المحفوظ، وجبلت طينتنا بأمطار العناية، وكتبت عليها براءة الإنسان، ومهرت بتوقيع كرمك مثال وجودنا منذ البداية، ومنحتنا كل شيء من كنز العطاء، كما وهبتنا مفتاح كنز الإيمان، من المحال أن ترى دليل الصدق في ذلك الشخص الذي تتملكه رغبة جمع المال، ولا يحظى بالصدق إلا من استطاع أن يتحرر من الحرص، حينما تجرح عين الآخرين بالشوك، فتوقع أن تجرح عينك أنت الآخر، أن ملك الموت سينتزع روحه آخر الأمر، فحينما يصنع الحداد سيف الإنتقام، فإنه يسوّد بذلك وجهه بيده، وحينما السَّهام سهام الفتنة، فإنه يعمي نفسه برؤيته إياها، نعم إن الأبرة أفضل من السيف القاطع، ذلك أنها حائكة في حين أنه ممزق.
لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والإبتسامة.. لا تضع كل أحلامك في شخص واحد ولا تجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته، ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم، فليس الكون هو ما ترى عيناك...
لا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد... تعلمنا الحياة... أننا عندما نفرح أن نُظْهِر فرحتنا لُنسعد بها من حولنا... [...].
وهكذا... فقصص هي الحياة... وفي كل قصة حكم ومواعظ... هو ذاك ما تنطوي عليه هذه المجموعة القصصية التي زخر بها هذا الكتاب... هي باقة من أجل القصص المؤثرة التي مرّ بها أصحابها... وسطرها الزمن عبر مرحلتين الماضي... حيث تزخر قصص الماضي، وبمعنى أدق... قصص التراث العربي بما يستوقف المتلقي مليّاً عندها... متأملاً... معجباً... ومتأثراً ليكون من ثم مؤثّراً... ولا عجب فإن ما سيطلع عليه القارئ في هذه المجموعة الأولى هو من قصص التراث العربي الفني بما يضمه من جواهر الحكمة التي تنبع من خلالها المواعظ الفنية بمعارف شتى، وليس بغافل على أحد المكانة المرموقة التي يتبوأها التراث العربي في أدب التراث العالمي، إذ أنه يجمع... الحكمة والعبرة والموعظة بين ثناياه...
والحكمة التراثية تحمل في مضامينها العميقة صلب الحكمة المليئة بالعبر، هذا بالنسبة لمجموعة المرحلة الأولى لهذه الباقة القصصية التي ضمها هذا الكتاب، أم المرحلة القصصية الثانية... فهي مستمدة من الحاضر، وتهدف في مضامينها إلى النوعية حيث روعي أن تكون القصص منتقاة بعناية من حيث أسلوبها الأدبي وأهدافها ومغزاها، فتحمل في ثناياها أروع العبر... وسيجد القارئ في كل ذلك المتعة والفائدة... والمزيد من الحكم والعظات. إقرأ المزيد