لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

عقال شاروخان : مساحيق غيرت وجه الجزيرة


عقال شاروخان : مساحيق غيرت وجه الجزيرة
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
عقال شاروخان : مساحيق غيرت وجه الجزيرة
تاريخ النشر: 22/10/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:" أمسك أحدهم بكفي اليمنى ، وتأبط الآخر ذراعي اليسرى ، وتجاوزنا بوابة البناية التي أسكنها ، تحت أشعة شمس حارقة ، يكاد من حرارتها يخرج الدهن من شعري المدهون قبل قليل . كان انسجام خطواتنا ، يوحي للآخرين بأنّا أصدقاء . بعد حوالي عشر خطوات ، كانت تنتظرنا ...سيارة جيمس سوداء ، نوافذها الزجاجية ( معتمة ) . فتح أحدهم الباب الخلفي ، وجذبني إلى الداخل ، ولم تفارق يده ذراعي حتى وصلنا . وقبل أن يعصبوا عيني ، كنت قد قلّبت بصري فيهم جميعاً ، كانوا ثلاثة ورابعهم سائقهم ، وجميعهم يلبسون ثياباً بيضاء ، إلا السائق ، فقد كان لباسه مختلفاً ، وبالتأكيد كانت جنسيته مختلفة . كان الصمت هو السائد ، وحين ردّد لساني بعض الأسئلة لم يُجبني أحد ، وكأنه لا أحد في السيارة إلا أنا وذلك الراديو الذي يبثّ برنامجاً يسمى البثّ المباشر ، يتحدث فيه المتصلون ، عن شكاوى ومشاكل لم يجدوا لها حلاً في الوزارات وأقسام الشرطة ، وليس أمامهم سوى ذلك البرنامج ، وذلك المذيع الذي يَعدهُم بما لا يستطيع . وأخيراً وصلنا إلى قاعة كبيرة ، قدّرت طولها من وقع خطوات الرائحين والغادين بحوالي عشرين متراً مربعاً ، وعلمت أننا أمضينا في طريقنا حوالي الساعتين ، بعد أن صدح أذان الظهر . مشيت برفقة أحدهم في ممر طويل ، ثم سلمني إلى أحد العساكر ، والذي بدوره نزع ساعتي وهاتفي ومحفظتي وكومة المفاتيح التي أحملها ، ونزع غطاء رأسي ، وطلب مني أن أدخل إحدى الصالات ، وما إن دخلت حتى قام بسحب الباب خلفي وأغلقه . لم أكن أعلم حتى هذه اللحظة ؛ ماذا يريدون مني هذه المرة ؟ فهل جاءوا بي ليسألوني ، من أين لي بقيمة سيارتي البي إم دبليو الحديثة ؟ أم سيسألونني ؛ من أين أتيت برأس المال للفرع الجديد الذي افتتحته ، لكنهم قد سألوني عن ذلك من قبل . أخرجت قطعة قماش صغيرة من جيبي ، وأخذت أمسح العرق من رأسي ووجهي ، وتفقّدت ثوبي الأبيض ، ومسدت الأكمام التي تكرمشت . كانت الأصوات تأتي متداخلة ، يرتد صداها من غرف كثيرة مطلة . أرخيت السمع لعلّي أستشف التهمة أو المهمة التي جئت بسببها أو من أجلها . كان أكثر الأصوات إثارة ؛ هو صوت أحد الضباط وهو يقول لأحد الموقوفين : - أيها اليمين . نحن نعرف أنك حوثي وأنك التقيت قائد الحوثيين خمس مرات ، ولا داعي للإنكار ، فاعترف لنا بكل شيء ، وما هو المخطط الذي كلفوك به ؟ وجاء الردّ بصوت ينبض شموخاً وعزة ، ليقول : أنا في بلادكم منذ أكثر من عشر سنوات ، ولا اعرف ذلك القائد ، ولم ألتقه فاقتلوني إن شئتم ، أو أعيدوني إلى بلادي فقد مللت هذا الإستجواب ، وكرهت هذا العذاب . ويسود الصمت برهة من الزمن ، ثم يصدح صوت الضابط ثانية ، منادياً إسمي : - شاروخان .. شاروخان . نهضت من ذلك الكرسي الحديدي المتصل ، ودلفت إلى غرفة الضابط ، ووقفت أمامه وقد جمعت كفّي كراهب ياباني ، وحنيت ظهري قليلاً ، وعيناي مصوبتان ، نحو قدميّ ، وأهز رأسي يمنة ويسرة ، وأردد بصوت خفيض : - نعم سيدي . نهض الضابط من كرسيه بسرعة ، واقترب مني بخطوتين سريعتين ، وسدّد بكفه اليمنى ، على خدي الأيسر صفعة قوية ، وجدت رأسي بعدها يرتطم بالقفص الزجاجي الكبير ، الذي يقبع بداخله الشاب اليمني . لملمت بقايا وعيٍ كاد يغادرني ، ونهضت واقفاً ، أحاول استعادة مكاني ، ووضعيتي السابقة لأسمع صوت الضابط ثانية يقول : التفت نحوي أيها الأبله ، وقبل أن يكمل جملته ، أدركت أنني أدرت له ظهري بلا قصد ، والتفتّ بسرعة ، لأجد كفه اليسرى ممسكة بكتفي اليمنى تهوي ثانية على خدي اليسر ، ولأن كفه غليظة ، وضربته قوية ، فقد فقدت أذني اليسرى حاسة السمع منذ ذلك اليوم . صرخ في وجهي : امتلكت محلاً للخضار وقلنا : ذلك من حقك ، اشتريت سيارة فارهة وقلنا أيضاً : وللساعي ما سعى ، افتتحت فرعاً آخر للخضراوات وقلنا : ربنا يزيدك ، تجتمع بجماعتك ؛ وقلنا روابط إجتماعية ، لكن ؛ أن تلبس العِقال ، فهذه لم يفعلها غيرك . ويرفع الضابط كوفيته العسكرية عن رأسه المحلوق ، ثم يعيدها ، ويغيّر صوته ساخراً ويقول : - وليس ببعيد أن تسمي نفسك شيخاً ، أو أن أصحابك ينادنك بهذا ياشاروخان ! .. ليجدد صراخه ثانية وهو يهزّني من كتفي بكلتا كفيه ، قائلاً : أنسيت نفسك باشاروخان ! .. ثم قال كلاماً مقذعاً ساخراً من جنسيتي " وكأن هذا الإنسان يدفع ضريبة عرقية في انتمائه ، في جنسيته .. وتمضي الأحداث .. ولن تكون تلك الدولة ، الجزيرة ، التي هاجر إليها سعياً وراء الرزق ، بما واجهه من معاناة وعذاب وشجون ومشافي هي الوحيدة التي تواجهه بهذا العنف ... إذ أن الحياة تبتسم له ، ويصبح من الأثرياء .. ليكون هذا أيضاً ضريبة مضافة إلى انتمائه وجنسيته ليكون دائماً أينما حلّ موضع مساءلات من قبل رجال مخابرات لا تعرف الرحمة والإنسانية إليهم طريقاً .. ولينهي به المطاف إلى كرسي ومشافي ووو ... وعجز ... وزوجة ، كان قد توسم فيها الإخلاص ، قد فارقته دونما انتظار .

إقرأ المزيد
عقال شاروخان : مساحيق غيرت وجه الجزيرة
عقال شاروخان : مساحيق غيرت وجه الجزيرة

تاريخ النشر: 22/10/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:" أمسك أحدهم بكفي اليمنى ، وتأبط الآخر ذراعي اليسرى ، وتجاوزنا بوابة البناية التي أسكنها ، تحت أشعة شمس حارقة ، يكاد من حرارتها يخرج الدهن من شعري المدهون قبل قليل . كان انسجام خطواتنا ، يوحي للآخرين بأنّا أصدقاء . بعد حوالي عشر خطوات ، كانت تنتظرنا ...سيارة جيمس سوداء ، نوافذها الزجاجية ( معتمة ) . فتح أحدهم الباب الخلفي ، وجذبني إلى الداخل ، ولم تفارق يده ذراعي حتى وصلنا . وقبل أن يعصبوا عيني ، كنت قد قلّبت بصري فيهم جميعاً ، كانوا ثلاثة ورابعهم سائقهم ، وجميعهم يلبسون ثياباً بيضاء ، إلا السائق ، فقد كان لباسه مختلفاً ، وبالتأكيد كانت جنسيته مختلفة . كان الصمت هو السائد ، وحين ردّد لساني بعض الأسئلة لم يُجبني أحد ، وكأنه لا أحد في السيارة إلا أنا وذلك الراديو الذي يبثّ برنامجاً يسمى البثّ المباشر ، يتحدث فيه المتصلون ، عن شكاوى ومشاكل لم يجدوا لها حلاً في الوزارات وأقسام الشرطة ، وليس أمامهم سوى ذلك البرنامج ، وذلك المذيع الذي يَعدهُم بما لا يستطيع . وأخيراً وصلنا إلى قاعة كبيرة ، قدّرت طولها من وقع خطوات الرائحين والغادين بحوالي عشرين متراً مربعاً ، وعلمت أننا أمضينا في طريقنا حوالي الساعتين ، بعد أن صدح أذان الظهر . مشيت برفقة أحدهم في ممر طويل ، ثم سلمني إلى أحد العساكر ، والذي بدوره نزع ساعتي وهاتفي ومحفظتي وكومة المفاتيح التي أحملها ، ونزع غطاء رأسي ، وطلب مني أن أدخل إحدى الصالات ، وما إن دخلت حتى قام بسحب الباب خلفي وأغلقه . لم أكن أعلم حتى هذه اللحظة ؛ ماذا يريدون مني هذه المرة ؟ فهل جاءوا بي ليسألوني ، من أين لي بقيمة سيارتي البي إم دبليو الحديثة ؟ أم سيسألونني ؛ من أين أتيت برأس المال للفرع الجديد الذي افتتحته ، لكنهم قد سألوني عن ذلك من قبل . أخرجت قطعة قماش صغيرة من جيبي ، وأخذت أمسح العرق من رأسي ووجهي ، وتفقّدت ثوبي الأبيض ، ومسدت الأكمام التي تكرمشت . كانت الأصوات تأتي متداخلة ، يرتد صداها من غرف كثيرة مطلة . أرخيت السمع لعلّي أستشف التهمة أو المهمة التي جئت بسببها أو من أجلها . كان أكثر الأصوات إثارة ؛ هو صوت أحد الضباط وهو يقول لأحد الموقوفين : - أيها اليمين . نحن نعرف أنك حوثي وأنك التقيت قائد الحوثيين خمس مرات ، ولا داعي للإنكار ، فاعترف لنا بكل شيء ، وما هو المخطط الذي كلفوك به ؟ وجاء الردّ بصوت ينبض شموخاً وعزة ، ليقول : أنا في بلادكم منذ أكثر من عشر سنوات ، ولا اعرف ذلك القائد ، ولم ألتقه فاقتلوني إن شئتم ، أو أعيدوني إلى بلادي فقد مللت هذا الإستجواب ، وكرهت هذا العذاب . ويسود الصمت برهة من الزمن ، ثم يصدح صوت الضابط ثانية ، منادياً إسمي : - شاروخان .. شاروخان . نهضت من ذلك الكرسي الحديدي المتصل ، ودلفت إلى غرفة الضابط ، ووقفت أمامه وقد جمعت كفّي كراهب ياباني ، وحنيت ظهري قليلاً ، وعيناي مصوبتان ، نحو قدميّ ، وأهز رأسي يمنة ويسرة ، وأردد بصوت خفيض : - نعم سيدي . نهض الضابط من كرسيه بسرعة ، واقترب مني بخطوتين سريعتين ، وسدّد بكفه اليمنى ، على خدي الأيسر صفعة قوية ، وجدت رأسي بعدها يرتطم بالقفص الزجاجي الكبير ، الذي يقبع بداخله الشاب اليمني . لملمت بقايا وعيٍ كاد يغادرني ، ونهضت واقفاً ، أحاول استعادة مكاني ، ووضعيتي السابقة لأسمع صوت الضابط ثانية يقول : التفت نحوي أيها الأبله ، وقبل أن يكمل جملته ، أدركت أنني أدرت له ظهري بلا قصد ، والتفتّ بسرعة ، لأجد كفه اليسرى ممسكة بكتفي اليمنى تهوي ثانية على خدي اليسر ، ولأن كفه غليظة ، وضربته قوية ، فقد فقدت أذني اليسرى حاسة السمع منذ ذلك اليوم . صرخ في وجهي : امتلكت محلاً للخضار وقلنا : ذلك من حقك ، اشتريت سيارة فارهة وقلنا أيضاً : وللساعي ما سعى ، افتتحت فرعاً آخر للخضراوات وقلنا : ربنا يزيدك ، تجتمع بجماعتك ؛ وقلنا روابط إجتماعية ، لكن ؛ أن تلبس العِقال ، فهذه لم يفعلها غيرك . ويرفع الضابط كوفيته العسكرية عن رأسه المحلوق ، ثم يعيدها ، ويغيّر صوته ساخراً ويقول : - وليس ببعيد أن تسمي نفسك شيخاً ، أو أن أصحابك ينادنك بهذا ياشاروخان ! .. ليجدد صراخه ثانية وهو يهزّني من كتفي بكلتا كفيه ، قائلاً : أنسيت نفسك باشاروخان ! .. ثم قال كلاماً مقذعاً ساخراً من جنسيتي " وكأن هذا الإنسان يدفع ضريبة عرقية في انتمائه ، في جنسيته .. وتمضي الأحداث .. ولن تكون تلك الدولة ، الجزيرة ، التي هاجر إليها سعياً وراء الرزق ، بما واجهه من معاناة وعذاب وشجون ومشافي هي الوحيدة التي تواجهه بهذا العنف ... إذ أن الحياة تبتسم له ، ويصبح من الأثرياء .. ليكون هذا أيضاً ضريبة مضافة إلى انتمائه وجنسيته ليكون دائماً أينما حلّ موضع مساءلات من قبل رجال مخابرات لا تعرف الرحمة والإنسانية إليهم طريقاً .. ولينهي به المطاف إلى كرسي ومشافي ووو ... وعجز ... وزوجة ، كان قد توسم فيها الإخلاص ، قد فارقته دونما انتظار .

إقرأ المزيد
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
عقال شاروخان : مساحيق غيرت وجه الجزيرة

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 320
مجلدات: 1
ردمك: 9789953932989

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين