سؤال المعنى في الخطاب التاريخي مقاربات لقضايا من المغرب والأندلس
(0)    
المرتبة: 133,004
تاريخ النشر: 19/08/2019
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:نعتقد أن التأويل هو أحد أهم النوافذ التي يمكن أن تنظر منها الذات نظرة مغايرة إلى الخطاب التاريخي، وهو إلى ذلك فعالية رمزية يستطيع المتلقي من خلالها مقاومة كل امتداد للسلطة في الخطاب التاريخي.
وليس بالضرورة أن تكون السلطة ذات طبيعة سياسية، فقد يتعلق الأمر بسلطة ناتجة عن تاريخ العلاقة بين ...النص والقارئ، وهو تاريخ قائم على تدجين هذا القارئ وجعله امتداداً للنص وظلاً للكاتب أو شيئاً منه، وهسلطة ميالة بطبيعتها إلى تجميد الإمتلاء الذهني لهذا القارئ.
في مقابل جعل المعنى الذي يبشر به النص الدرس الأساسي للحياة، وفي هذه الحالة فإن هذه السلطة لا تختلف كثيراً عن السلطة السياسية في الإشتغال، بل نعتقد أن السلطة السياسية قد جربت عبر تاريخها هذه الفعالية الرمزية وراهنت على صناعة متلقي مشدود بحكم فراغ ذهنه إلى الواقعة.
وقد استثمرت في ذلك كل أدوات الصناعة من إعلام، وفن، وصيغ مدرسية عودتنا أن نبدأ تحليلنا للنصوص بهذه الأزمة: "يريد الشاعر أو الكاتب أو المؤرخ أن يقول..." كما لو أن معنى النص مودع سلفاً فيه وأن وظيفتنا مختصرة في تحسسه والخضوع له خضوع تسليم.
ونعتقد أن سحر السلطة لا زال مستمراً، فلا شيء أقدر على تجديد آليات الضبط من السلطة فقدرتها العجيبة على فتح النوافذ تفوق أي قدرة أخرى على إغلاقها أو النظر إلى الواقع من نوافذ أخرى.
إن خط الخلاص من السلطتين، يكمن في ممارسة فعل التأويل بكثير من الحرية وقليل من التحرج، وليس التأويل سلوكاً تحسينياً يمكن الإستغناء عنه، أو مجرد ترف فكري غايته استعراض الفكر والتصريح بإمتلائه، إنه على العكس من ذلك سلوك يدخل في دائرة الضروريات التي تمنع الذات من التماهي مع الآخر، وتقيم الحدود بين ما ينتمي للنص وما يتصل بالقارئ.
إن التأويل استناداً إلى ذلك هو أدائنا في ضبط الهوية، وفي تحقيق الإختلاف، وهو إلى ذلك الشرط الأساسي في كل تفاعل بين الذات والآخر. إقرأ المزيد