تاريخ النشر: 19/06/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:" ملامح بين انكسارات الضياء " .
متوشحاً .. جرح المسافات .. قد سرى .. يمحو الخُطى ويخطّها فوق الثرى .. يلقي ببوصَلةِ الطريق أمامه .. فيعيده خوف الجهات إلى الورا .. في رَهْبَةِ المْرآة .. ألصق عينه فلعلّه .. بين انعكاساتها يُرَى . يدري .. شموع ...زجاجه انطفأت وفي إعتابهِ ، ارتطم الضيا فتكسّرا ... . وكأنما .. عرّى ملامحه .. وقد خَصَف الظلام على الظلام ليُسْترا .. وانسلّ من أقداره .. هرباً إلى تقديره . فأتتهُ فيما قدّرا .. حتى إذا ما مرّ ، قاس رحيله فرآه من .. قِصَرَ الأمانيّ .. أقصرا .. لَهِفاً يذيب الملح فوق شفاهه فيعُبهُ .. ملء المرارة سُكّرا ... يجري يلملم في الحطام حُطامه وجلاً ، ولا يدري لماذا بُعِثوا... أوَكلما .. في التيه أطفأ جذوةً ذر الرماد على المدى كي يعبُرا .. ما حكّ جِلْدَ البُعْير .. إلا شخّهُ رجع الحنين وسار فيه مُخدّرا .. طرق النّوى .. فرأى غبار غيابه شجراً من الذكرى عليه تجذّرا .. ما بين .. غُربته ودربِ رجوعه .. ما زال في خطواته متعثراً .. متثاقلاً ، منذ انشطار فؤاده يمشي على نبضين فيه تخثُّرا .. تزجيه ريح الأمنيات ، ويأسُهُ .. في ثورة الأضلاع يُغمدُ خِنجراً حتى إذا اختنقت .. سحابة نأْيِه تحت السراب بوجهه متنكّراً ... يحتالُ .. شَكْل الماء ، خوفَ جفافه فأتاه من أهدابه متفجراً .. بغم الذهول .. رماه هطلُ دموعه ظمأ على نيرانه فتتبخرا ! "
" حقيقةُ من الجهل المحض " .
أخفيت في الأضلاع ما تفضي .. فهويت من سقفي إلى أرضي .
وغزلتني في الشعر أسئلةٌ .. ما جاوبت إلا على نقضي .
لمّا مددت يدي ملتمساً .. صوري لمحت بعينيها رفضي.
وحدي تشكّلين الوجوه وفي .. وجهي أراد جميعهم دحضي .
عبثاً أحاول أن ألَمْلَتِني ... بيدٍ تعاود في يدي نفضي .
أوَكلما أطلقتُ قلبي في .. صدرِ المسافة خانني نبضي .
وكأن كل حقيقةٍ قذفت ... بحقيقتي في جهلها المحضي .
لا شيء يشبهني سوى سفرٍ ... ما زلت أطوي عكسه ركضي .
فعلى انشطاري صرت ملتحفاً .. دمعاً يوسدني على الروض .
أخشى إذا قررت شكلي من .. كِسَري فَكَأْتُ بحبها بغضي .
فهناك مثل هنا تدثرني .. ضوءٌ فقأت بعينيه ومضي .
أنزاحُ عبرَ الليل مقتفياً .. درباً منحتُ جفونه غمضي .
منذ استحلت بها مشي قطعاً .. لم أستطع بحدوده قبضي .
حتى استوى أعلايْ أسفل من .. تحتي ومن فوقي اعتلى خَفْضي .
فبكل ناحية أرى أثري .. يغتالني بالطور والعرض .
وأنا على سنني أشيد بلا .. أملٍ يُتم ضَياعه فرْضي . فلا أطاردني وليس سوى .. بعضي يطارد كله بعضي . "
هي حجاب المرايا .. وهل هي سوى إحتفالية شعرية .. وكأن الشاعر في استشفافاته يلتقط انعكاساتها فتبدو وكأنها ملامح بين إنكسارات الضياء .. يأخذك الشاعر في رحلة فلسفية شعرية مؤكداً أن الحياة إنما هي فلسفة للقادر على اكتناهها .. أدراك مدلولاتها . ثم مسترسلاً .. متحققاً بحسٍ مرهف يرسمها بعباراته صوراً تنتظم قصائد .. تركن إليها النفس ويرنو إليها العقل .. وأنت بين هذا وذاك تحسّ بسيّالات لموسيقى شجية تنساب داخلك .. محركة أرقى المشاعر ، ومؤكدة أن للشعر سحره .. وللكلمة بيانها .. وللإنسان إبداعه . إقرأ المزيد