قلعة الله - دراسة عامة لـ اللجاة
(0)    
المرتبة: 160,299
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار البلد
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:اللجاة: (الوعر) مضمورة البركانية السوداء ومتاهاته المخيفة يعطي شعوراً بالجبروت والقسوة الحتمية ما جعله قلعة عجائبية أنهكت الفرنسيين... قال أحدهم؛ وهو يتأمل أضلاع الحجارة الهائلة المرتفعة نحو السماء مثل الأعمدة: "هذه أو قلعة بناها الله على الأرض" [...].
اللجاة هضبة بازليّة ذات طبيعة صخرية وعرة وصعبة نتجت عن الصهارة البركانية ...التي قذفتها براكين جبل العرب، وتفتقد الدراسات أن آخر براكين الجبل هي براكين منطقة شهبا التي اندفعت بإتجاه الشمال الغربي حيث كونت الصخور المنصهرة منطقة اللجاة الواسعة.
ويعتبر بركان كل شيمان الذي ثار خلال العصر الثالث وظلّ يقذف حممه حتى العصر الرابع من أهم هذه البراكين ولا زال مخروط هذا البركان وموهبته حتى الآن، وكذلك الرماد البركاني الذي يملأ المنطقة بشكل كثيف.
نتج عن هذا الثورات البركاني على مدى ملايين السنين تغيرات كبيرة في الطبيعة الجيولوجية والجغرافية للمنطقة، فارتفاع وهدة جبل العرب عن مستوى سطح البحر بلغ قبل بدء الثورانات /500/م فيما بات ارتفاعها اليوم أكثر من /1800/م.
ولا زالت هذه البقايا البركانية في المنطقة كما هي دون أن يطرأ عليها أي تغيير جيولوجي بارز منذ آلاف السنين، وهو ما يجعلها فريدة ويمنحها أهمية عالمية كبيرة في علم الجيولوجيا: - قبل الإسم الحالي المتداول أطلق على اللجاة أسماء كثيرة اشتقتها الشعوب التي توالت على الإستيطان فيها من طبيعة اللجاة الفريدة من هذه الأسماء اسم / تراكون / وهو اسم قديم جداً لم يعرف معناه.
أما اليونانيون فقد أطلقوا عليها اسم / تراخو نبتد / أي البلاد الصخرية، فيما سماه الرومان / تراخينتس / وتعني كلمة الوعرة.
أما الإسم الشائع لها حالياً فهو / اللجاة / لأنها ملجأ للثوار والهاربين من القهر والظلم والإعتداء حيث جاءت كلمة اللجاة نسبة إلى اللجوء، ومع ذلك يحب سكان المنطقة المحليين أن يلفظونها أحياناً "النجاة" مصرّين على أنها كانت نجاة لهم في الماضي، كما كانت لجاة.
وأما تاريخ أول استيطان بشري لمنطقة اللجاة فهو لا زال غير معروف ولكن دائرة الإصحاح البيئي في مديرية البيئة في محافظة السويداء أعادت الإستيطان الأول لمنطقة اللجاة إلى سنة (7000 ق. م.) دون إعطاء دلائل آثارية تشير إلى ذلك.
أما بالنسبة للمواقع الآثرية؛ فتعد منطقة اللجاة من أكثر المناطق غنىً فيها في حورات وعموم سورية، فقد عثرت البعثات الفرنسية بين عامي [2003 - 2007] على نحو [700] موقع أثري منها [241] موقعاً في اللجاة تعود إلى العصر البرونزي فقط موزعة حسب العصور على (110) موقع من العصر البرونزي القديم، و (109) موقع من العصر البرونزي الوسيط، و(22) موقعاً من العصر البرونزي الحديث، تقع غالبتها على الأطراف الداخلية للجاة، كما عثر في الأطراف الشمالية الشرقية على موقع يسمى الشرايع يمتد على مساحة (80) هكتاراً ويضم نحو [650] منزلاً، كانت في اللجاة مدن كثيرة تابعة لأبرشيات المنطقة ذكر بعضها الأب (متري هاجي أثنا يوسى) في كتابه (سورية المسيحية في الألف الأول الميلادي) وهي: (بصر الحرير، وحران، وعاسم، وشعارة، والجاج، وجديا، والخرسا، وكريم ولبين، وصور، والطفّ، و وقم، والوبير ونجران وواما وريمة اللحف، والصورة الكبير، ودير الجواني) [...] وماذا أيضاً عن اللجاة؟!.
هناك الكثير مما تحدث عنه الباحث في كتابه هذا التي اشتمل على أبواب ثلاثة، مستعرضاً في الباب الأول جغرافية اللجاة (التاريخ الجيولوجي، وتاريخ لإستيطان والمواقع الأثرية، والموقع والحدود والمساحة والمناخ والثروة المائية، ثم السكان والأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، والبيئية والطبيعة) ثم لينتقل في الباب الثاني لتسليط الضوء على تاريخ اللجاة (اللجاة قبل عام 1685 ثم بين عامي 1685 - 1837)، والحديث عن الصراع مع قبائل البدو مادته نجران 1685 ثم حادثة نجران الثانية، واللجاة عام 1838 والصراع مع محلات إبراهيم باشا، ومعركة الثعلة: حملة محورات المصري وحملة أحمد باشا المنيكلي وحملة إبراهيم باشا، ثم اللجاة بين عام 1852 - 1918، بما يتضمن الصراع مع الدولة العثمانية، وقعة ساري عسكر 1822 ومعركة السبكي أو العطفة 1857... اجتماع نجران عام 1886 وحادثة الحراك والهجوم على اللجاة 1896 وأحداث عام 1898 والتحصن في اللجاة، ثم اللجاة بين عامي (1925 - 1927) والصراع مع الإنتداب الفرنسي، ومؤتمر قراصة، ومعركة جسر بصر الحرير، والكمين الغادر ومؤتمر ريمة اللحف، واجتماع داما، ومعارك اللجاة، وسجل الشرق والخلود، وأخيراً (اللجاة بعد الإستقلال).
وقد تم تخصيص الباب الثالث لعرض الأعمال الأدبية الروائية التي تمحورت حول اللجاة، والتي جاءت على التوالي: "مصير المطر" للكاتب ممدوح عزام، "ما بين السطور... ما بين الصخور"، للكاتب وهيب سراي الدين "التجديف في الوعل" للكاتب جميل سلوم شقير، و"حسن جبل" للكاتب فارس زرزور. إقرأ المزيد