سيرة حسين مروة كما أرادها أن تكتب
(0)    
المرتبة: 38,004
تاريخ النشر: 07/11/2018
الناشر: دار الفارابي
نبذة المؤلف:من أعزّ أمنيات أبي نزار، أن يكتبَ سيرتَه بنفسه، ففي حوار أجرته معه مجلة "الخليج" في 13/ 11/ 1981، أجاب أبو نزار في نهاية الحوار عن سؤال عن مشاريع جديدة: في ذهني مشروع أتمنّى من كلّ قلبي أن أستطيع إنجازه، وهو مشروع رواية أو قل سيرة ذاتية عنوانها (وُلِدتُ شيخاً ...وأموت طفلاً).
كانت هذه الأمنية تُلِحّ عليه دوماً، ولكنّ الوقت الذي كان سينصرفُ إليه في البدءِ لتنفيذ الأمنية، سيُعيقُه عن الإهتمام بتدوين أفكاره المتزاحمة في ذهنه المتوقّد وتُلِحُّ عليه أكثر من تلك الأمنية العزيزة، فلا بُدَّ من أن يُؤثِرَ إهتمامه بما يريدُ أن ينجزه لتدوين هذه الأفكار وخصوصاً: الجزء الثالث من سِفرِه "النزعات المادية في الفلسفة العربية / الإسلامية"، وها قد دبَّ في قواه البدنيّة الوهن إثر ظهور مرض "الباركنسون" الذي بدا يفقده السيطرة على الإمساك بالقلم، وغدا سيره في خطوات بطيئةٍ، وأمسى صوته خفيضاً مُتهدِّجاً لا يُكاد يُسمَعُ، وكذا سمعه أيضاً.
في صباح يوم السابع عشر من شباط، عام 1987، أخبر ابنته هناء (كانت تسكن الطابق الثالث فوق سكنه في الطابق الثاني من المبنى عليه): أنه أخذ القرار الحاسم ليبدأ القسم الثالث من سِفره، على أن يبدأ بالإملاء عليها وهي تدوِّن ما يمليه، على الورق، ولكن في عصر ذاك اليوم نفسه، السابع عشر من شباط، دخل عليه المجرم الجبان ليطلق رَصاصتَهُ الحاقدة عليه أمام زوجته، وليوقف البدءَ بتنفيذ هذا القرار.
ومُذ ذاك اليوم، أدركنا، نحن أبناء أبي نزار، أنّ واجبنا أن نقوم بجمع أعمال أبي نزار، على مدى عمره الذي قضاه في الكتابة، من مقالات في الجرائد اليومية ودراساتٍ وأبحاثٍ في المجلات، وكانت بدايتنا بطيئة جداً، نظراً إلى إنشغالنا في أعمال لكسب عيشنا، وتعلم أولادنا، خصوصاً شقيقنا الحبيب المرحوم نزار الذي باتت عليه عوارض مرض عُضال، فغادرنا بعد إستشهاد أبينا بخمس سنوات: العاشر من نيسان 1992، وأنا (ابن أبي نزار الثالث) الذي أُصِيبَ أصغر أبنائي، ياسر، برَصاصة قنّاصٍ في صبيحة اليوم المشؤوم السابع عشر من شباط عام 1987، وقبل إستشهاد جدّه أبي نزار بساعات، فأصابت الرصاصة الجهة اليمنى من جمجمته فتشظت، وانشلّ النصف الأيمن من جسده وفقد النطق، وأربكت هاتان المصيبتان العائلة وبخاصة أم نزار وزوجتي وأنا، وبقيت أم نزار في حالة من الكآبة والحزن العميقين وزادتنا حُزناً وفاة نزار، وبدأت تتدهور صحتها حتى فارقت الحياة في 20 حزيران 1999.
وبدأ وقت تقاعدنا بعد وفاة أم نزار بأشهر الواحد تلو الآخر، فبدأت وتيرة عملنا في جمع أعمال أبي نزار تتسارع شيئاً فشيئاً، وبدأنا حسّان وأنا بشكل جدّي نتعاون فجمعنا كتبه التي نفدت من المكتبات بمساعدة أصدقاء أبي نزار الاوفياء المخلصين، أمثال محمد دكروب وجوزيف أبو عقل وحبيب صادق والدكتور أحمد علبي ومالك بن كامل مُروَّة والقيمين على مجلة الطريق ومجلة النداء وكثيرين غيرهم.
ونحن نُقدِّر لهم جهدهم وصنيعهم، ونغتنم هذه الفرصة، للتعبير عن تقديرنا وشكرنا الجزيلين ولا تزال في عملية الجمع وإدخال هذه الأعمال في الحاسوب (الكومبيوتر) ومنها إلى اسطوانات مدمجة ثمّ طبعها شيئاً فشيئاً على الورق من أجل تسهيل قراءتها وتبويبها في أسرع وقتٍ لنشرها.
ولكن الجزء الأصعب تحقيقاً هو مجموعة مقالات نشرها في النجف في مجلات نجفيّة، مجلة "الهاتف" لصاحبها الأديب القصّاص جعفر الخليلي، ومجلة "الحضارة" لصاحبها الكاتب محمد حسن الصوري وكانت حينذاك تصدر في النجف ثم انتقلت في الأربعينات إلى بغداد ومجلة "الغري" التي نشرها فيها أوّل مقالة له.
وهناك فترة الإنتقال إلى بغداد فكتب في "الرأي العام" للشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري ومجلة "الحضارة" التي انتقلت إلى بغداد وجريدة "الساعة" لصاحبها السيد صدر الدين شرف الدين، وكثير من الجرائد والمجلات في بغداد، عدا مجلة "العرفان" الصيداوية لصحابها الشيخ أحمد عارف الزين، وعسانا نوفّق في الحصول عليها. إقرأ المزيد