تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار الإسراء للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا شك أن هناك تفاوت بين فلسفة الحق والغاية القصوى للإنسان من جهة وبين ما وقع للبشرية التي تلهث وراء لذات زائفة يبتغون من وراءها السعادة من جهة ثانية.
وعلى الرغم من وجود أسباب السعادة وعوامل الرقيّ، إلا أن البشر استعاضوا بالثرى عن الثريا، وقدموا مظاهر الطبيعة على لباب الفطرة، ...ودمجوا البأس الأنا على رداء الخلافة (خلافة الإنسان على الأرض) واتباعوا البقاء بالفناء، فنالوا في النهاية صبغة الشقاوة عوضاً عن لون السعادة، وطووا طريق الباطل مستبدلين الثرى بالثريا، وأخذوا التراب بدل ربّ الأرباب، ما أدى إلى شقاء الأشقياء والأشرار، كما سيتضح ذلك عن قريب في يوم التغابن ويوم الحسرة.
ومن جهة ثانية، فهناك مجاميع بشرية اختارت الوقوف إلى جانب البرنامج والنظام الكوني الإلهي الذي كلف به البشر لغرض الوصول إلى سعادتهم المنشودة جنباً إلى جنب الأنبياء والأولياء على طول الزمان؛ على أمل أن يحشروا معهم في الدارين الفانية والباقية.
وفي هذا الإطار، جمع من بين هؤلاء كذلك سيد الولاية، كما بنوا الإجتماع الإنساني على أساس الإمامة العامة، فتوفرت لهم سبل العقلية والحياة البشرية، كما نبذوا الحياة والموت الجاهليين، وتابعوا الإمامة خاصة، فقَوْلبوا حياتهم صباح مساء على وفق مراد إمامهم، فأمنوا شرّ المفاسد الفكرية والخبائث العملية التي قد يتعرض لها الآخرون.
إن الإمام - أي: الإنسان الكامل والخليفة الإلهي الذي أخلص تمام حقيقته للإرادة الإلهية - ليس إلا المظهر الأتم للحق تعالى الذي جمع تمام الكمالات السابقة في أبهى صورة، ولذا كانت طاعته الصراط إلى نيل ماء الحياة السعيدة.
هذا وعلى الرغم من مساعي ومحاولات العلماء والمخلصين لتبيين وتحديد شخصية الإمام المهدي عليه السلام - لا سيما الجهود التي بذلتها الحركات الإسلامية ورجال الدين - إلا أن هذه المساعي لم تخل من شائبة فخ الإفراط أو هوّة التفريط ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فلم ينجُ من شر الإفراط والتفريط إلا من استمسك بعروة المعرفة الحقيقية بالإمام ونهل من هذا المعين الذي لا ينضب.
من هنا، فإن هذا الكتاب "الإمام المهدي المنتظر عليه السلام" يحتوي على مجموعة من البحوث والكلمات والخطابات التي أفادها أو ألقاها الأستاذ آية الله الجوادي الآملي حول ابن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، الحجة بن الحسن العسكري، ثم أغناها بمقدمة قيمة من قبله.
يقع الكتاب في ثلاثة أبواب تتناول معرفة الإمام والإنتظار ومن الظهور إلى المدينة المهدوية الفاضلة. إقرأ المزيد