تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:تعد الأمثال العربية مظهرا من مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام ،فالعربي اعتمد الوجدان والعقل في التعبير، ونهض الشعر بمهمة التعبير عن الوجدان، ونهضت الأمثال بمهمة التعبير عن العقل، إذ راح العربي يتأمل تجاربه وتجارب الآخرين في الحياة، وموقفه ومواقف غيره من الوجود عبر الصعود من ...أعماق النفس إلى الخارج، فكانت الأمثال وسيلته إلى ذلك كله، فكانت بحق حكمة العرب المستخلصة من تجارب النابهين في الحياة، حيث صدرت عن ذوات ناضجة وعقول سليمة وآراء سديدة، اعتمدت التروّي وملاحظة ما يجري في الحياة بدقة عاونت أصحابها على الإفضاء بالأمثال خلاصة لتلك التجارب.
وهي ـ بعد ـ تمثل ذروة الفصاحة للسان العربي وعنوانا بارزا لبلاغته الكامنة في الإيجاز المفضي معرفيا إلى الإطناب الذي يستوعب ما تمثله الأمثال من تجارب. وفوق هذا وذاك فالأمثال كانت للعرب كالشعر، وسيلة من وسائل حفظ الأخبار وحوادث التاريخ ومواقف الفرسان وحكمة الشيوخ من خلال الحوادث المرتبطة بها، وكما كان الشعر علم العرب الذي ((لم يكن لهم علم أصح منه))، كانت الأمثال العلم الثاني بعد الشعر، حيث سارت مسيره وربما سبقته في سرعة الدوران على ألسنة الناس لارتباطها بشؤون الحياة الكبيرة والصغيرة على السواء.
اهتم العلماء العرب بالأمثال ووضعوا فيها كتبا قد تربو على الخمسين كتابا، ولم يصل إلينا منها إلا القليل، وهذه الكتب الثلاثة التي ننشرها اليوم في كتاب واحد من ذلك الكثير الذي لم يصل الينا ،وإنما وصل إلينا بعض من نصوصه في كتب أخرى، فجمعناها وحققناها ونخرجها اليوم لترى النور.
وتظهر أهمية هذه الكتب لأنها تعود لعلماء من الرعيل الأول من علماء العربية الذين اعتنوا بجمع الأمثال وروايتها ودراستها بوصفها مظهرا من مظاهر اللغة العربية الأصيلة.
والملاحظ على هذه الكتب أن أصحابها وهم (أبو عبيدة، وابو عمرو الشيباني، وابن الأعرابي) اقتصروا على ذكر المثل وتفسير معناه، ولم يخرجوا إلى ما يرتبط به من قصص وحوادث إلا في حالات قليلة. وعلى الرغم من أن المفضل الضبّي سبقهم في وضع كتابه (أمثال العرب)، وقدم فيه مادة غزيرة من الحكايات والأساطير والقصص والإشعار، فإنهم لم ينهجوا سبيله في ذلك، بما فيهم ابن الأعرابي راوية آثاره بأجمعها، ويبدو أن الأصل في هذه الكتب الثلاثة المادة اللغوية، لذا جاءت متشابهة إلى حد بعيد في منهج أصحابها وفي تفسيراتهم اللغوية. مما يعطينا رصيدا لغويا كنا بدونه سنفتقد بعضا من المعرفة بأصول الأمثال العربية ومعانيها.
بقي من هذا التقديم أن أذكر أن منهجي فيما جمعت من أمثال في هذه الكتب قد ذكرته في مقدمة كل كتاب، فلم أرَ حاجة لذكره هنا.
وبعدُ فإنّي لا أدعي أني أحطت تماما بتراث هؤلاء العلماء بالأمثال، فإن فاتني شيء منها، فإن هذا الكتاب سيبقى فاتحا ذراعيه لما يعثر عليه من أمثال، بعد أن تأكد لي أن ما ينشر من كتب تراثية جديدة كفيل بزيادة عدد الأمثال التي سيُعثر عليها. إقرأ المزيد