السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة
(0)    
المرتبة: 20,569
تاريخ النشر: 13/12/2017
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" لجامعه الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ثم المكي، ثم الحنبلي، المولود في بَلَدِهِ "عنيزة" قاعدة القصيم، سنة 1236هـ، والمتوفي بالطائف سنة 1295هـ.
كان قد بلغ من العلم مبلغاً، وأمّ في المسجد الحرام وخَطَب، ودرّس، وأفنى، وألّف في المذاهب الحنبلي وحقق، ...وأسند، وأرّخ، وكان من مؤلفاته هذا الكتاب الذي ذيّل به على "طبقات ابن رجب المتوفي سنة 597هـ، من حيث وقف ابن رجب في وفيات سنة 751هـ، إلى قرب وفاة ابن حميد سنة 1295هـ، فحوى: "843" ترجمة لعلماء الحنابلة خلال خمسة قرون ونصف قرن تقريباً.
ويعدّ هذا الكتاب من أشهر مؤلفات ابن حميد؛ بل ليس من المبالغ فيه القول بأنه سبب شهرته في الأوساط العلمية لا سيّما بعد وفاته، وقد عُرِفَ الكتاب في حياة مؤلفه، وقد اشتهر وهو لا يزال في مسودّاته، وشرّق وغرّب وانْتُسِخَ، ثم بعد ذلك انتشر ووصلت نسخٌ منه إلى المغرب والهند...، ولقي استحسان كثير من أهل العلم، وكثير من العلماء يعرِّفون بالمؤلف بأنه صاحب كتب "السُّحب الوابلة"؛ أما منهجه فمن المعلوم أن هذا الكتاب ذيلٌ على كتاب الحافظ ابن رجب (ت 795) "الذيل على طبقات الحنابلة"، والحافظ ابن رجب ذيَّلَ على كتاب القاضي ابن أبي يعلى (ت 526هـ).
ومنهج الحافظ ابن رجب في كتابه هو منهج القاضي ابن أبي يعلى، وهو ترتيب المترجمين طبقات كما توحي به التسمية، لكن ابن حميد رأى أنه من المفيد ترتيب الكتاب على حروف المعجم، لأن ذلك أسهل للكشف عن موقع الترجمة، ولأن كثير من المترجمين لا تُعرف وفياتهم أصلاً، واشتمل الكتاب على ما يقرب من خمسين وثمانمائة ترجمة، أورد تراجم الرجال أولاً، ورتبهم على حروف المعجم، ثم ذكر جملة من العلماء الذين لم يعثر على تراجمهم، وأهاب بمن يجد في نفسه القدرة في الوقوف عليها أن يضمنها الكتاب مأجوراً مشكوراً، وختم الكتاب، ثم أورد ترجم النساء مرتّبة على حروف المعجم أيضاً.
هذا وقد التزم ابن حميد التذييل على كتاب ابن رجب وعدم الإستدراك عليه؛ لأنه كان قد عقد العزم على الإستدراك على كتاب الحافظ ابن رجب في كتاب غير هذا، ومن فوائد الكتاب ومحاسنه أنه؛ 1-جمع علماء المذهب لفترة طويلة تزيد على أربعمائة سنة لم يسبقه إليها سابق ولا لحقه لاحق، واستوفى المعلومات المهمة التي يمكن أن تقال في كل ترجمة بحسب استطاعته وما أمدته به المصادر، 2-استوفى أكبر عدد ممكن استطاع جمعه أو الوقوف على أخباره منهم، وبذل في ذلك جهده وطاقته، 3-اهتم بالعالمات من النساء فخصَّهُنَّ بالذكر في آخر الكتاب، وحاول أن يستوفي أخبارهن، ولم يفعل ذلك سلفه ابن رجب إلا نادراً في ثنايا الكتاب، 4-أولى اهتمامه بجملة المذهب في مصر، والشام، والعراق، والحجاز، ونجد، والأحساء، على حدٍّ سواء، ولم يُظْهر مزيداً من الإهتمام بجهةٍ دون أخرى، 5-لم يترجم لأنصاف العلماء والمنتسبين إلى العلم غير المميزين، 6-تفرّد بنقل تراجم لم تُعرف إلا عن طريقه عن مصادر نادرة كالتراجم التي نقلها عن "سُكُر دان الأخبار" لابن طولون، و"تذكرة الأكمل ابن مفلح" و"ذيل ابن فهد على الضوء اللامع" و"تذكرة المهتار المكي"، 7-كثير من تراجم شيوخه وشيوخ شيوخه وأقرانه لا تعرف إلا عن طريقه، وعن نقلها كثير من العلماء... إلى غير ذلك من الفوائد.
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن ابن حميد مجرد ناقل للترجمة، كما هو شأن كثير من المؤرخين، فتكون مهمّته في الكتاب الجمع والترتيب فقط، ومع مطلب الجمع والترتيب، ونقل كلام العلماء الذي سعى ابن حميد إليه سعياً حثيثاً، كان حاضر الذهن أثناء الجمع والنقل، مدركاً لشخصية المترجَمِ، عارفاً به وكأنه من أفراد أسرته، مدركاً العلاقة بين المترجم وأهل بيته وذوي قرابته والأباعد؛ لذا تجد ظاهرة الربط بينهم واضحة، وإذا نقل عقّب على النقل إذا كانت هناك حاجة.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب تم الإعتناء به حيث أعيدت طباعته على أصوله الخطية، وليظهر بأجزاء ثلاث شملت، والتعليق على مواضيع الخطأ فيه بما يقتضيه الأمانة ثم تحقيقه وتخريج تراجمه، وتدارك القوْت على مؤلفه بحواشٍ ممتعة مشبعة بالعلم والتحقيق، جامعة لمزيد الفوائد، والتدقيق في التراجم، ولمّ شتات "البيوتات الحنبلية"، وإغنائه بإضافات شملت التبيان عن معارف الكتاب ومؤلفه وكل ما يتعلق به من معلومات بالتفصيل. إقرأ المزيد