كشف الران عن أسرار الحقيقة المحمدية ووحدة الوجود ووحدة الشهود
(0)    
المرتبة: 67,151
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: مكتبة قوت القلوب
نبذة نيل وفرات:شكل التصوف أحد أهم الإتجاهات التي طبعت الفكر والإبداع في بلاد المغرب، حيث أسهم المغاربة بمختلف مشاربهم العلمية والثقافية في تأسيس رؤية فكرية صوفية، تفاعلت في بلورته عقيدة الأشعري، وفقه مالك، ومعطيات طريقة الجنيد، مما حقق لهذا التوجه تميزاً وذيوعاً وإقبالاً على الإنخراط في مسالكه وولوج دروبه، ما دام ...سلوكاً منافحاً عن طهارة السنة وصفاتها، مناوئاً لكل نزعة متطرفة أو إتجاه منحرف، فعد التصوف تربة خصبة أنبتت عدة أنماط تأليفية وأدبية أبرزت تصور الأديب المغربي، وتمثله لخصوصيات فكره، وتفاعله مع واقع عصره.
نجد من هذه الأنماط القصيدة الصوفية المرتبطة بالمديح النبوي، والتي سنسميها "المدحة الصوفية"، إذ برع فيها المغاربة وجعلوها ظاهرة متميزة في إبداعهم، تؤكد ذلك مجموعة من الدراسات القيمة التي أماطت اللثام عن مكامن الجودة الموضوعية والفنية في مختلف ما جادت به قرائح المبدعين المغاربة في هذا اللون الشعري، حيث أخذت تقرع أسماع المهتمين بشعر المدحة الصوفية في المغرب أسماء ذات حمولة رنانة "كأبي سالم العياشي" (ت 1090هـ)، و"أحمد بن عبد القادر التستاوتي" (ولد بين 1042هـ - 1046)، و"أبي عبد الله محمد المرابط الدلائي" (ت 1089هـ)، و"أحمد بن عجيبة الحسني" (ت 1224هـ)، و"حمدون بن الحاج السلمي" (ت 1232هـ)، و"محمد الحراق الحسني" (ت 1261هــ)، وغيرهم كثير.
لكن يبقى من المؤسف، إن لم أقل من المجحف، أن تطول يد النسيان بعض شعراء التصوف الآخرين الذين غض الدارسون عنهم الطرف عن جهل أو قصد، أو عن قصور في البحث أو صعوبته، على الرغم من أن عطاءهم الشعري جد راق في مجال التصوف، سواء على المستوى المعنى أم على المستوى المبنى.
من هؤلاء "علي بن سليمان الدمنتي البوجمعوي" (ت 1306هــ / 1888م) مصنف ديوان "حلي نحورحور الجنان في حظائر الرحمن في الأمداح النبوية"، وهو عبارة عن قصيدة واحدة مطولة هي ديوانه الشعري، يبلغ عدد أبياتها ثلاثة وثلاثين وخمسمائة وثلاثة آلاف بيت (3533)، طبعت بالمكتبة الوهبية بمصر حياة صاحبها سنة 1298هـ/ 1880م، وهي التي ستشكل مجال الكشف والبحث من عناصر أدبية التصوف عند "البجمعوي" في هذه الدراسة التي تتشكل من مقدمة ومدخل وثمانية فصول وخاتمة، بعدها لائحة المصادر والمراجع المعتمدة. إقرأ المزيد