شعرية الإنزياح في بنية القصيدة العربية
(0)    
المرتبة: 71,409
تاريخ النشر: 25/09/2017
الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يمثل الإنزياح في أبسط تجلياته المفهومية، بؤرة التشكيل اللغوي الذي يمدُّ النصوص صفتها الأدبية أو الشعرية / الجمالية.
ومن هنا، يكون الإنزياح عن المألوف الخصيصة الجوهرية التي تمكَّن اللغة من الخروج عن طابعها التواصلي الإعتيادي إلى لغةٍ أدبيةٍ شعريةٍ، بحيث تنفتح اللغة - في هذه الحالة - عبر ظاهرة الإنزياح ...على عدة خصائص أسلوبية تعدُّ الملاذ التفردي عند الأداء المميز للغة، حين يخرج المبدع بمختلف ممارساته اللغوية غير المباشرة عن النسق اللُّغوي المألوف وأعرّافه الوفية للمدونات النقدية التي تسعى إلى توجيه الخطوط الإبداعية نحو قوانين ومفاهيم منمطة في قوالب نقدية معينة، فيصبح مصطلح الإنزياح - من هذه الزاوية - هو السمة الأساسية أو الخلطة السرية المساهمة في تكوين الظاهرة الشعرية التي ظلت وما زالت تأرق الخطابات النقدية على مرّ العصور، لأنها تمثل هوية كلَّ نصٍّ أدبي، بل لا يمكن أن يكون أدبياً إلاَّ إذا ارتدي عباءة الإختلاف بكسره التصورات المنطقية الجاهزة في قوالب موروثة دون أن يدخل في خانة اللحن والخطأ.
ومما جعلني أخوض غمار هذا البحث هو كثرة تداول مصطلح الشعرية في الوسط الأكاديمي، مما ولَّد الفضول فيَّ لأن استشف حيثياته التي غالباً ما تقود إلى جدالات قد تكون عقيمة أحياناً، وليست غايتي أن أنهي هذا الخلاف المفهومي، فالشعرية ستبقى دائماً وأبداً تؤدي إلى تضارب الآراء وتعدد التأويلات، ويرجع سبب هذا الإضطراب - في تصوري - إلى تجدد المفاهيم الإستطيقية التي تحتكم لها النصوص الأدبية من عصر إلى أخر، وبالتالي تؤدي هذه الدينامية المتجددة إلى خلخلة المدونة النقدية ثم مفهوم الشعرية، الذي أصبح يشكل (فوبيا) لدى دراسي الأدب بل راح ينفرهم ممَّا يصنع الأدب. إقرأ المزيد